الخميس، 7 أبريل 2011

عين ع التحرير

عين ع التحرير بدون إتفاق مسبق و بحركة تلقائية عفوية كأنماعقد الجميع إتفاقا خفيا ... التفت الجميع فى حركة و لحظة واحدة و اسقطوا جميعا نظرة عميقة على ميدان التحرير الذى نعبر فوقه الآن على كوبرى أكتوبر أعلى الميدان .التفت الجميع يمينا محاولا التقاط صورة سريعة لميدان التحرير العظيم فى خفة مع دوران الإتوبيس السريع – مش سريع أوى يعنى –. رمقت أنا الاخرى ميدان التحرير بنظرة مع الناظرين عفويا على غير تخطيط منى و ما لبثت أن عدت ببصرى – أسرع من الباقين – ربما لأننى أحفظ المكان عن ظهر قلب فهو طريقى يوميا ذهابا و إيابا حيث أسكن و ربما لأننى أراه يوميا فى أيام الثورة أو بعدها إلا أننى شعرت تلقائيا بنفس ذاك الشوق و تفجر بداخلى شعور غريب و مهيب يجتاحنى كلما مررت بميدان التحرير حيث شربت الأرض الدماء و الحرية . اقتطع الميدان و مرتاديه و أحداثه و بائعيه فصولا كثيرة من كتاب ذكرياتى . أتاحت عودتى السريعة من التفاتتى أن أتأمل الجميع و مازالوا ينظرون بفخر و كبرياء إلى الميدان الكبير رفرف قلبى لهذه المشاعر المتدفقة التى لا توصف التى أراها أمامى تختلج النفوس تغمر القلوب بطاقة خفية مشعة تظهر جلية تعلو الوجوة . إلا أن النظرات على تعددها اختلفت فبعضها نظرات إشتياق بعضهم من الثوار " هفهم " الشوق لذلك الميدان الكبير الذى افترشوه ليالى قارصة البرودة فى عز الشتاء من أجل الحرية،، الكرامةو الإنسانية لهم فيه ذكريات و أيام لا تنسى .أخذ من أعمارهم و من عمر ذكرياتهم الكثير حفر فيها طرقا لا تنسى و سرى فيهم مسرى الدم فى العروق . نظرات أخرى إمتلأت بالفضول تستكشف ماذا يحدث فى " تحرير" القاهرة الكبير" . بعضها لم تكن إلا نظرات سخط و ازدراء – فإختلاف الأراء سنة الحياة- ساخطة تلك النظرات على التحرير و " بتوع التحرير" الذين يعطلون أمن البلاد و يعرقلون عجلة الإنتاج من وجهة نظرهم . لمحنا جميعا بعض المعتصمين فى الميدان و هنا صاح الكمسرى فى ثبات بتلقائية المواطن المصرى : هو كل اللى غضبان هيجى هنا و ينصبوا الكراسى اللى غضبان من أمه ولا أبوه و اللى من عياله واللى من ولا مؤاخذة – المرا اللى خناقاه- اختصار لكلمة إمراة عند العوام و بعض الطبقات الدنيا – و تقولى إعتصام إعتصام ايه ؟؟؟ ولاد الأ....... ما خلاص اللى جه جه من الأول ثم يردف بحكمة السنين خلى بالكم الشئ لما يزيد عن حده ينقلب لضدة كفانا بقى و كل واحد يروح يشيل كرسيه صاح أحدهم بعد أن حفزه رأى الكمسرى الذى كان واضحا أنه يشاركه فيه : ربنا يخدهم مشفناش من ساعتهم أى خير كفاية وقف الحال اللى إحنا فيه ده خراب بيوت ده إحنا أرزقيه على باب الله شغل مفيش لا عارفين نأكل ولا نشرب ولا نأكل عيالنا و بطاّلين ( بلا عمل ) من شهرين تقدر تقولى خدنا إيه من يوم ما عملوا اللى عملوه ولا حاجة إلا وقف الحال ؟ الله يخرب بيتوهم يشاركه الرأى شابا يبدو أنه من فئة المهنيين مجعد الشعربعد أن ضرب علبة جيل كامله فى شعره و فرقه على جنب : إيه وقف الحال ده و دينى لأروح أغزّهم العيال دى.. دى عيال باينها ولاد ناس لاقية تأكل و تشرب و مش شالين هم حاجة ولا عارفين حاجة....ولا داقوا جوع ولا فقر......... و دين أمى لو قالوا هننزل تانى لنغزّهم واحد واحد و نقفلهم بالسنج و خصوصا اللى عايزين يقولوا لا دول – يقصد لا للتعديلات الدستورية – إحنا عايزين الشغل يرجع و الحالة دلوقتى مأشفرة على الأخر إحنا مش لاقين حتى تمن العشا و دول ولاد الأ..........رايحين يعتصموا؟؟؟ يقولها مستنكرا و متأثرا بشدة يقاطعنا شيخ يجلس بجوار الشباك شوف شوف واقفين خايفين مستخبين زى الفئران إزاى ( ننظر فنفهم بغيته ) هناك على الرصيف وقف عسكريان يحتسيان الشاى تحت تنده أحد المحال التجارية يجيبة أخر:آه يا شيخ ده الواحد اكتشف كمية فساد يشيب لها الولدان ده كفاية إننا دلوقتى واقفين بحرية و نقدر نقول مبارك الله يخرب بيته من غير ما تلاقى تطلع من جنبك حد جرك من قفاك و محدش يعرف طريقك هو إحنا كنا نقدر نقول كده قبل كده كفاية دى... يتابعه آخر كفاية إتنفسنا الحرية هوا نضيف بقى و أى واحد يقدر يقف و يقول يخرب بيت فلان ولا علان فى وسط الشارع من غير ما يحد يعمله حاجة يقاطعة االشيخ مرة أخرى : آه ده أمن الدولة كان فى كل حتة ده الولية ( يقصد المدام ) كنت أقبل ما أشد الغطا أقررها و أتاكد إنها مش معاهم ده احنا كنا بنفتح الحنفية ينزلونا منها يتابع آه ربنا يباركلهم العيال بتوع التحرير بصراحة اللى عمله العيال دى حاجة بجد يعنى ردتنلنا الروح ..عيال جدعان بجد و لأنهم كبارا فى السن و من طبقات مختلفة لم أستطع أن أمنع نفسى من التدخل فى الحديث و أتحمقت حمقة الشباب ورميت طرحا للجميع بشكل غير مباشر و خاصة بتوع نغزهم دول و تسائلت مستنكرة : و لما هو كده ؟ أومال ليه زعلانين من شباب الميدان و بتقولوا كفاية كده يروحوا يمشوا و كفاية كده يقوموا ؟؟ نظروا بعضهم لبعض واحدا تلو الأخر و قال أولهم لا أنا مقولتش كده و رد الثانى ولا أنا وقالت الحاجة ولا أنا ؟؟ ابتسمت فى سرى و نفسى فقد انتشيت بإنكارهم و كذبهم الواضح جليا فى أعينهم و طريقة ردهم المستنكرة المفتعله السريعة أحسست حينها بالإنتصار و الفخر و برغم ملامحهم الكاذبة إلا أننى ابتسمت و انتشيت فمجرد إنكارهم على هذا النحو – كأنما هى تهمة خطيرة و جناية جسيمة تلتصق بصاحبها - إنتصارا كبيرا فى حد ذاته و مكسبا و صيدا ثمينا و ردا للألسنة و الأفواه ابتسمت فى نصر و إستاذئنتهم فى النزول المحطة الجاية . فاطمة عبد الله 28\3\2011 ** يغزّه : أى يطعنه بمطواة ** بطاّل : اى عاطل لا يعمل ** عفوا للألفاظ التى لا تتميز باللياقة و لكنها منقولة من الواقع لتوضي الصورة حية من الشارع المصرى و المواطن البسيط

ليست هناك تعليقات: