الخميس، 7 أبريل 2011

منتصف طرق

كشيخ مسن يعبث بأوراقة القديمة يقلبها فى يده و يقلب معها الذكريات و الحنين يبتسم تارة و يعبس تارة يفتح صناديقه و يواصل البحث عن نفسه فيها .. بحثت فى دفاترى و وجدت لكم... منتصف طرق على طول الطريق الممتد أمامي من الشباك الجالسة بجواره ...نقلّت بصرى بينه و بين ساعتى..قطع بنا الأتوبيس مسافة ليست بالقليلة ... يبدو أننا فى منتصف الطريق و آه من منتصف الطرق حيث لا ينفع التراجع؟؟و لكن أحقا لا يجدى التراجع فى منتصف الطريق؟؟ و لِمَ لا؟ أليس كل شئ قابل للتغير ؟؟ ألا يمكن أن نبدأ من جديد ؟ ألا يوجد ما يسمى بتغير المسار ...؟؟ تنير الأن فى رأسى الكلمة الشهيرة" لف و إرجع تانى" و ليه لا؟حين نكتشف أننا قطعنا شوطا كبيرا فى الحياه دون جدوى؟ لِمَ لا ؟..نلف ونرجع تانى؟حين نكتشف أننا قضينا حياتنا فى البحث عن وهم؟ لية لأ؟؟ نلف و نرجع تانى؟؟ حين نكتشف أننا أضاعنا أعمارنا مع الشخص غير المناسب أو فى المكان غير المناسب؟ليه ما نلفش و نرجع تانى؟ أيوة صعب.....لكن مش مستحيل!!!!! ألم نسمع عن أشخاص تخطوا الخمسين من العمر غيروا حياتهم و قلبوها رأسا على عقب منهم من درس شئيا جديدا تماما و منهم من غيّر مهنته و وظيفته !!!منهم من سافر باحثا عن فرصة جديدة و هناك من ترك المدينة و عاد للقرية أو ترك القرية و طار للمدينة؟ ؟ الإجابة بلى و الأمثلة كثيرة؟؟ و لا أنسى ذاك المحاضر الشهير الذى غّير حياته بعد الخمسين حيث بدأ دراسته من جديد فى مجال مختلف تماما عما أفنى فيه حياته ..حصل على الدكتوراه و أصبح محاضرا يجوب أنحاء العالم و الجميع ينتظرون سماع محاضراته و لقاءاته ..عن تحول حياته ...لقد بدأ من جديد فى إتجاه تانى خالص بعد الخمسين...لم يقول يالا حسن الختام أو أهى حياةو بنعيشها؟!!!! إذن ما العيب و ما الضير حين نكتشف أننا على الدرب الخاطئ أن نتوقف و نسأل أنفسنا ؟؟ عايزين نكمل و السلام ....نعيشها و السلام؟؟ والا نلف و نرجع تانى ندو ر و نسلك طريق تانى؟؟ حقيقة و بأمانه أعلم أن الإجابة عسيرة بل مستعصية على البعض و لكنها غير مستحيلة.،، يسيرة على البعض الاخر!َ!!!! فالآخذون بالرأى أن هذا التغيير صعب بل و عسير هم أنفسهم أصحاب منطق " أهى عيشةو السلام؟ ؟ و اللى نعرفه أحسن من اللى ما نعرفوش؟؟" يتبنون دائما فكرة: " لسه هأبتدى من الأول؟ " يخشون نقاط التحول ..شعارهم..: أضمن منين أنى ماتوهش تانى ؟؟ ألا تستحق حياتنا التى نحياها مرة واحدة فقط التجربة؟؟ ألا تستحق المجازفة من أجل الحصول على السعادة؟؟ أو على فرصة أفضل و حياة أحسن!!! ألهذا الحد نخشى الوقفة مع الذات و البحث عن نقطة التحّول؟؟ أ نرضى أن نحيا الحياة التى نعيشها مرة واحدة على طريقة" إبلع و أنت ساكت؟؟؟" ألا نبحث عن طرق جديدة ؟ تجارب جديدة؟؟ أفكار جديدة؟بل و حياة جديدة؟؟ ألا تستحق منا ولو مجرد المحاولة؟بدلا من السقوط فى براثن الخنوع و الاستسلام لظروف قد" تموتنا بالحياة" حيث نتحمل أوضاع وأشخاص لا نقبلهم أو حتى لا نستطيع التعايش معهم لمجرد أنهم مفروضين علينا؟ ألا تستحق حياتنا تلك المحاولة؟؟ محاولة البحث عن نقطة تحول و البدء من جديد؟؟ عن طريق أخر ؟ ربما ..ربما نجد ذلك الكنز المفقود..... السعادة ؟؟ فكلّ مناّ تنتظره نقطة التحول فى حياته شاء أم أبى ما عليه إلا البحث عن تلك النقطة بدلا من أن تداهمه فى كبره فيعجز عن مجاراتها ....تلك المحاولة التى ستبقى أبد الدهر تندم إن لم تقم بها...... ألا تستحق الحياة منا أن نتنازل حينما يستوجب ذلك و نبدأ من جديد و نلف و نرجع تانى....... فمهما إختلفت حياتنا على إتساعها و طولهاو عرضها فلكل منا تلك النقطة التى تنتظرة فى لحظة معينة من لحظات حياته؟؟؟ نقطة التحول ...تغيير المسار...و يجب علينا أن نفكر حينها جيدا و نختار هل نكمل و السلام ؟؟؟ و لا نلف و نرجع تانى حتى وإن كان هذا فى منتصف الطريق؟؟؟ فاطمة عبد الله من كتابى "تبيع دماغك" 9-2008

ليست هناك تعليقات: