الاثنين، 10 أكتوبر 2011

رمضان فريد

رمضان فريد

لم يطل علينا رمضان هذا العام دينيا صرفاً أو مُسلسلاتيا مُبهرجا .. كعادته كل عام إنما أطل بوجه جديد فى خضم أحداث سريعة متلاحقة.. أطل علينا هذه المرة سياسيا متخما بالأحداث صعودا و هبوطا تظاهرات و اشتباكات ..مصادمات ومناوشات بل و بطولات أيضا مرورا بمحاكمات و تحقيقات و محاكم عسكرية متزامنا مع أحداث داخلية وخارجية و كوارث طبيعية و إنتهاءا بمقال "سيدة قلبى" لعمرو حمزاوى الذى كسر فيه "تابهوات" كثيرة لمن يعملون بالسياسة استمرت لعقود طويلة
فكان زخِما محملاً بالأحداث ملئه الترقب والشغف و المتابعة لا متابعة حلقات المسلسلات التليفزيونية وإنما حلقات وقائع الأحداث اليومية حولنا فى كل مكان

فكان استقباله قبل هلاله بيومين سياسيا صاخبا حيث جمعة الإرادة الشعبية بقوتها وتعدادها الرهيب و طلتها المهيبة فكان إعلانا صريحا بأجواء سياسية رمضانية جديدة تطل علينا ..هذا القادم المختلف من بعيد الرمضان السياسى ؟؟ مصطلح جديد هذا العام يتحسس خطاه بيننا و ينظر لنا بعين متفحصة متحسسة طريقها
حتى بدايه الشهرالكريم جاءت متواكبة مع الأحداث حيث تبادل الجميع التهانى السياسية على غرار كل عام وأنتم بخير بمناسبة "فلول" شهر شعبان، وقرب بداية شهر رمضان ال "مبارك" ويا رب يكون الشهر كله "جمال" و"سرور" ومصر توصل فيه للـ "علاء" وتعيش في "عز" وتبدأ على "نظيف"، وانا بأكد على "عزمي" الشديد على ذلك لأحصل على "صفوت" الحسنات، ويجعلنا من "عبيد" الله الصالحين.
فبالطبع لا يكون رمضانا مصريا بدون أن يمر بالتمصير خفيف الظل و الختم خفيف الروح فتجد شباب الانترنت فى بداية الشهر يندهشون :الله يرحم أيامك يا مبارك كنا بنفطر الساعة خمسة وادينا بنفطر الساعة سبعة J

ثم ما لبث أن هلّ علينا سحوره الأول بأحداث أدمت قلبونا جميعا أحداث العريش والكر و الفر و اختطاف جثة الفلسطينى من مستشفى العريش على يد مسلحين

و أبى اليوم الأول إلا أن يأخذ نصيب حيث شهد هجوما مباغتا من الجيش و الشرطة لتفريق المعتصمين فى ميدان التحرير الذين كانوا قليلى العدد حيث ذهب معظهم لإفطار أول يوم مع ذويهم إلا أن المفاجأة غير المتوقعة على حين غرة أسفرت عن نجاحها حيث تم إخلاء الميدان تماما ومن يومها قوات الأمن هى من اعتصمت بالميدان

أما الأحدث الأكبر و الأبرز على الإطلاق فهو محاكمة الرئيس السابق والذى تصدر المشهد الرمضانى بأكمله فى يوم الشهر الثالث فمثل هذا الحدث المصيرى الذى انتظره الجميع هز وجدان الكثيرين إلى حد كانت الشوارع خالية من المارة - كيوم كسوف الشمس"إياه "عند التحذيرات بعدم التعرض للشمس- التف الجميع فى المنازل فى الأعمال حول الشاشات و الإذاعات أجهزة المحمول يتابعون بشغف حدثا لم يصدقوا أنه ما كان ليحدث أمامهم و يرونه رأى العين فى ظل تكنهات سابقة بعدم حضوره و تغيبه بعضها لسبب مَرضى و بعضها إستيراتيجى و تكنهات أخرى مَسرحِيَة الأداء على طريقة المسرح الإغريقى و أفلام هوليود" فيس أوف" باحتمال حضور"الدوبلير" إلى قاعة المحكمة ولا ينكر أغلب الشعب على نفسه أن شيئا ما جاثما على صدره قد أزيح عنه بعد أن رأى رئيسه السابق فى قفص الإتهام تُجرى محاكمته محاكمة يتوسم فيها العدل والشفافية وشفاء الصدور و ينتظر منها الكثير ولا يخفى على أحد أن هذا المشهد قد شفى صدور الكثيرين ممن ألمت بهم ويلات وأوجاع ..و مآسى و آلام
و لم و لن تتركنا خفة الدم المصرية وهى القاسم المشترك الأكبر فى كل أمورنا حتى فى هذه المحاكمة و أبت ألا تمر مرور الكرام و تناولت إنكار الرئيس السابق للتهم المنسوبة إليه و محاموه الأكثر دهاءا بين أقرانهم بالعديد من النكات حتى أنهم أطلقوا شعار: نخلص من مرتضي سيديهات ... يطلعلنا فريد فلاشات نسبة للمحامى الداهية فريد الديب الذى قالوا عنه : إحنا خايفين يجيب للشهداء إعدام....

وكنتيجة طبيعة شهدت الجمعة التالية احتفالات الثوار بالإفطار فى ميدان التحرير والتى لم تلبث أن تحولت إلى مناورات كر و فر بين الثوار و الشرطة لتفريقهم

و لم يخلو المشهد العربى من نصيبه فى زحم الأحداث فما حدث بسوريا من مجازر كان مروعا يشيب لها الولدان ومن منع صلاة التراويح و قتل الآلاف وما صاحب ذلك من وقفات أمام جماعة الدول العربية بعد الإفطار عدة أيام

و كاد رمضان أن يحمل لنا أخبارا سعيدة إلا أنه عاد و ضّن علينا بها مرة أخرى حين كاد الثوار الليبيون يفعلونها و يستولوا على طرابلس بعد أن اعتقلوامحمد القذافى نجل العقيد تزامت معه إعترافات دولية و-بعض- عربية بالمجلس الإنتقالى الليبى
حتى الطبيعة أبت ألا تشارك فى هذا الرمضان المختلف و شهدت تلك الأيام كوارثا طبيعة عربية و خارجية فى ظل أزمة عاتية لإخواننا فى الصومال و ما يعانونه من قحط و جوع و وفيات تصل للمئات يوميا قامت على إثرها تدشين العديد من الحملات لمساعدتهم و الوقوف بجانبهم

و أبى هو الآخر ألا يشترك معنا إعصار ايرلين حيث اقتلع الأشجار واغلق الطرقات فى أمريكا مما دعى الكثيرين للقول بأنه العقاب الآلهى للجبروت و الطغيان

بل و تعدى الشهر العالمية ليشهد أحداثا خارجية حيث شهدت العاصمة الإنجليزية لندن اشتباكات هائلة و مصادمات قوية لعدة أيام على التوالى و لم تسلم إسرائيل نفسها فاجتاحتها تظاهرات بمئات الآلاف للإحتجاج على الأوضاع

ثم كانت الضربة الدامية اشتباكات بين الجيشين المصري و الإسرائيلي على الحدود و سقوط ضحايا و شهداء ورفع حالة التأهب قى سيناء و إعلانها منطقة غير آمنة مع عودة تسرب القلق و الجزع إلى النفوس و حتى هذه لم تسلم منا يا مصريين فكتب شبابنا على النت عاجل مواطن مصرى شاف عنان وفرقة المظلات والصاعقة بيوقفوا تاكسي و بيقولوله : سينا ياسطى !
فى ظل وضع متواتر خرج علينا مجلس الوزراء بعدة بيانات متعاقبة مفاداها إدانة الحادث و تقديم التعازى
و مطالبة إسرائيل بتقديم اعتذار رسمي و تأكيد الدولة على سيادتها على أراضيها وتأمين حدودها و تصديها لأى تسلل و ردع الخارجين و تحميل إسرائيل مسئولية خرق اتفاقيات السلام و كذلك خرق الحدود و الدعوة لتحقيق فورى
و ما تبع ذلك بالطبع من تظاهرات و إشتباكات أمام السفارة و الدعوة لجمعة طرد السفير و ظهور "سبايدر مان" المصرى"أحمد الشحات" الذى رفع العلم المصرى على السفارة و أنزل علمها الإسرائيلى متسلقا المبنى المكون من 22طابق و أخيرا ينصفنا تقرير قوات حفظ السلام حيث صرح بأن شهداء الحدود اشتبكوا مع وحدة إسرائيلية توغلت فى سيناء متخطية النقطة الحدودية

و لم تسلم الموعودة غزة و باتت تحت الحصار من جديد مُستغيثة قدسنا بك يا صلاح الدين تستصرخك صائحة أنا مهد المسيح .. من جديد مجازر جديدة لدرجة دعت فنزويلا لطرد السفير الإسرائيلي احتجاجا على الهجوم

و لم يخرج الثوار أيضا دون نصيب فقد تم إستدعاء بعض الناشطين للتحقيق معهم ك أسماء محفوظ و محمد عادل و لؤى نجاتى و غيرهم بالإضافة إلى عقد بعض المحاكمات العسكرية للمقبوض عليهم

إلا أنه فى خضم ما يحدث من أحداث عصيبة تتجلى دائما روعة الروح المصرية روح الآلفة و الوحدة و المحبة – ربنا يديمها علينا - حينما تستمع لموقف يقشعر له بدنك من أجمل ما يمكن أن تستمتع إليه فى حياتك و أنت على الطريق إبان أذان المغرب لحظة الإفطار والكل يمد يده بالمشروبات و المأكولات للمارة – مشهد مصرى أصيل دارج ومتداول و الحمد لله فى كل شوارعنا – فتجد شاب يوزع بلح وعصيرعلى المارة فيجيبه أحدهم شكرا أنا مسيحي .. فيجيبه الشاب يعني أنا اللي مسلم فعلا ربنا يديمها نعمة عليك يا مصر و يحفظها لكِ

و لأن المصرى لا يستطع أن يحيا بدون الفكاهة فهو يتنفس خفة ظلاً و مرحاً فيعلنها صريحة واضحة على أنه خرج من رمضان هذا العام و قد تعلم أن مصر اختارت الفستان البمبى و إن حزلئوم طلع أخو الكبير فالأولى سلسة إعلانات رمضانية و الثانية مسلسلا رمضانا

إلا أن رمضان هذا العام- و الإعتراف بالحق فضيلة - شهد ظاهرة جديدة نسبيا جيدة نوعيا حيث انخفضت نسبة متابعة المسلسلات والإقبال عليها وخاصة المسفة منها

وهكذا مابين إفطار جماعى إلى إشتباكات و مناوشات مرورا بوقفات و كر وفر كان رمضان مختلفا مميزا هذا العام بكل المقاييس.. فريدا لم تشهده البلاد فى أى فترة من فتراها فكان رمضانا تاريخيا سياسيا ديمقراطيا وطنيا إتحاديا

فكان بحق رمضان فريد و هذا ليس اسما لأحد الساسة الذى يطلون علينا كل حين على الشاشات و قد حفظنا عن ظهر قلب ملامحهم و مأخذاهم وإنما توثيقا لواقع فريد و تاريخا يتشكل بنا و معنا الآن ......

و الله بعودة يا رمضان نسأل الله أن تكون عودة تستقر فيها أحوال الأمة و يعلو شأنها و تشهد مجدها اللهم آمين

فاطمة عبد الله
7\9\2011

اللى فى القلب فى القلب

من متن أتوبيس المحروسة أحييكم تحية إعزاز و تقدير .. بعد تحية الكمسرى و الراكبين الواقفين منهم و اللى قاعدين ننقل لكم حوار اليوم و كل يوم
حوار الأمل و العمل ... حوار الملل و الكلل .. حوار اللى يروح ما يرجعش
إليكم يا سادة الحوار الأتوبيسى اليومى المعتاد عند كل وقفة أو إعتصام
أصعد مسرعة و بعد عدة مناورات و إشتباكات خفيفة المرام أحيانا حامية الوطيس أحيانا أخرى أعثر على ركن ركين و " زقر " رفيع أقف فيه يقينى من مارة الطريق و عابرى السبيل فى طرقة الأتوبيس
يبدأ الأتوبيس رحلته اليومية و يتوقف فى محطته الاعتيادية بميدان التحرير

يصيح الركاب كلهم فى صوت واحد صيحة رجل واحد و بكل عزم و معهم الكمسرى كأنما عقدوا صفقة خفية و تواردت خواطرهم تواردا روحيا و يجلل صوتهم جميعا فى نفس واحد عند المرور على ميدان التحرير :
دول شوية صيع مش متربين ولا لاقين حد يلمهم دى عالم فاضية موراهش لا شغله ولا مشغله لو كانوا مش لاقين يأكلوا و بيجروا ورا لقمة العيش و طافحين الكوتة زينا مكانوش هيقفوا الوقفة دى
يرتفع من خلفى صوت أجش جهورى : دى عيال صيع ولاد كلب بتوع الدويقة ولا المنشية عايزين يخربوها
أختكم ساكتة و ماسكة نفسها بصعوبة " اللهم طولك يا روح "
حآجة جالسة أمامى تصيح : ربنا ينتقم منهم دى الحاجة كلها غليت مش عارفين نأكل ؟؟
و هنا أختكم بقى ماستحملتش و عينكم ما تشوف إلا النور
مقدرتش بصراحة : قلتلها يا حجة يعنى الحاجة مكانتش غالية قبل كده اللحمة موصلتش 70 جنية ؟ و الفاصوليا و الطماطم موصلتش 13 جنية؟؟ و الأنابيب موصلتش 30 جنية ؟؟ مش ده كان قبل كده .. ده حتى الحاجة اليومين دول رخيصة والطماطم ب 2 جنينة عمرها كانت ب 2 جنية ؟؟
صمتت فى إضطراب بعد أن باغتها بإجابتى و دحضت حجتها .. نظرت إلىّ شذرا ..
أنتظرت أن يباغتنى عم الحاج إياه بكلمات أخرى إلا أنه لم ينطق و نظر لى من فوق لتحت نظرة " وحشة قوى " يا جماعة
باغتنى "ست الحاجة" بعد أن جمعت قواها الفكرية لتستكمل الهجوم و قالت متحفزة مُهاجمة : يعنى هم عايزين إيه ها ؟يعنى عايزين ايه؟؟
أجبت بما أستطعت أن أتقمص من هدوء : أبدا يا حاجة مش عايزين حاجة عايزين بس ولادهم اللى راحوا منهم قدام عينهم فى عز شبابهم يحاكموا اللى قتلوهم و يأخدوا حقهم ؟
توقفت عن الكلام فقد فؤجئت من ردى بعد أن باغتها مرة أخرى بما لن تسطع الرد عليه توترت قليلا و إنقعد لسانها إلا أنها سارعت قائلة يحاكموهم طيب هيعملولهم إيه؟ ماتوا فى وسط اللى ماتوا دى كانت هوجة ثورة و ناس ثارت و ناس ماتت راحو كده ..هنعملهم ايه يعنى ؟
يعنى هم هيعرفوهم هيعرفوا مين و لا مين و هيعروفهم إزاى ؟

تعجبت من هدوئها فى تقبل الأمر و هجومها على ذات الأمر لأنه لم يصيبها بالشكل المباشر و تصنعت الهدوء التام و أنا أقول :
آه عارفين هم مش اللى اتقتلوا حوالين الأقسام ..كل منطقة عارفة مين الضباط اللى ماسكين القسم ده و هنا فى التحرير مش كان فى قناصة فوق العمارات بعد ما خلعوا الإعلانات قديمة الأزل التى كانت فوق الأسطح و قنصوا أى حد يقرب من وزارة الداخلية أو حتى يقرب من الشارع بس حتى الناس العادية و الناس اللى كانت بتجرى تحتمى من الضرب و اللى بيجرى بشوال ولا بيجرى بكرسى و باين من فوق من بعيد كان بيتأخد رصاصة فى المخ على طول ينزل يطب ساكت و شارع وزارة الداخلية كان متغرق بالدم
صمتت مرة أخرى يبدو أنها لم تعتاد على مثل هذا النوع من الحديث المُفند ذا النقاط و ارتبكت مرة أخرى لكن نظراتها كانت تحمل الكثير ولسان حالها يقول " هو عشان إنتى شكلك متعلمة و " بتكلمى بالنحوى "- على حد تعبيرهم - يبقى عمالة توافقيهم فى الرأى و إحنا مش هنعرف نجاريكِ فى الكلام لكن لأ.. مش هتخدينا فى دوكه هم برضو عيال ولاد كلب

هنا و مع حديثى المرتب نوعا ما تدخلت راكبة جالسة يبدو أنها تتمتع بفهم و رؤية واضحة للأمور و قدر من الحماس إلا أنها تتفق مع ست الحاجة فى رأيها فقالت لى مشاركة أخيرا فى الحديث بعد أن كانت تكتفى بالمتابعة البصرية فقط التفتت لى ببصرها و قالت : و هم اتخذوا إجراءات عشان يطالبوا ؟؟ لما يبقوا يتخذوا أى إجراءات يبقوا ساعتها يطالبوا و يتكلموا و الإجراءات تأخذ مجراها

التفتت إليها بالحديث لتوسمى فيها بالفراسة و الفهم فأجبتها " بعضهم تقدم بالفعل ببلاغات للنائب العام إلا أن البطء الشديد جعلها لا تتحرك و كأنها لم تكن و البعض اكتفى بما قُدم من بلاغات إلا أن عدم الالتفات و البت فى هذه البلاغات حتى الآن أصاب الجميع بالإحباط و خيبة الأمل و هو ما دفعهم لزيادة الضغط بالوقفات
أجابت بكل ثقة : و العمل ؟؟ طول ما هم كده .. مصر لن تتقدم ولن ترى النور لازم إنتاج

أومأت برأسى اتفق معها و لكنها أردفت : و حتى دى مش هينفعوا فيها لأن كل ما يتم فى مصر من تصينع ما هو إلا تجميع لقطع غيار أو تصنيع لخامات مستوردة بالفعل
الحل و البداية فى التصنيع من أول الخطوة أن تكون الخامات مصرية الصنع فى الأصل
اتفقت معها بشدة و أكدت على هذا المفهوم

فانتشت و كأنها وجدت بغيتها و ضآلتها و قالت: يبقى هم مش المفروض يقفوا الوقفة دى
أجبتها : أن الآراء الشخصية هنا يحتفظ بها كل لنفسه فرأيى الشخصى مثلا قد يكون مع عدم الاعتصام إلا أننى أتفهم و أقدر و أعى تلك المطالب و أحترمها إنما كانت إجابتى ردا على تساؤلات كثيرة سمعيتها بنفسك : لية الناس دى جاية تقف هنا عايزين إيه ؟؟ يخربوا البلد؟؟"
و كان لابد من التوضيح أن للواقفين مطالب و قضية قد يتفق معها من يتفق أو يختلف من يختلف إلا أنه – و ليس من حقه -أن ينكرها علي أصحابها
و لكنى أتفق معكِ أن هناك البعض ممن يتسترون وراء عباءة الثورة و دم الشهداء لتحقيق مصالح و أغراض شخصية فردية بعيدا تماما عن مصلحة الوطن و أمنه و تعمد إشاعة الفوضى و العنف و المتاجرة بدماء الشهداء و لا يرون إلا مصالحهم و لا يعرفون من كلمة من الوطن إلا حروف الهجاء فكفانا متاجرة بدماء الشهداء فدم الشهداء أنقى و أطهر من أن نتاجر به و نلوثه و نتخذه ستارا و عباءة و نجعله سلعة فدم الشهداء هو الأطهر و نحن الملوثون

و لكن هذا لا ينكر علينا و عليهم المطالبة بحقهم و حق مصر و حق أبنائها
هنا صمتت و توقفت المداخلة مرة أخرى
و إذا مرة أخرى بست الحاجة التى يبدو أنها تستجمع كل طاقتها الفكرية فى مباغاتتى بحجج جديدة لتدحض حججى
و قالت طيب يا أبلة – و يبدو أنها توسمت فىّ قدرا من التعليم أو الثقافة لتمنح مثل هذا اللقب لشابة فى عمر ابنتها – و باغاتتنى : طيب و الشقق اللى وعدونا بيها يا أبلة ؟؟ و كأنما عثرت على سقطة للنظام الجديد تكسب بها المعركة

أجبتها : إنتى كنت مقدمة فى شقق المحافظة يعنى ؟؟
أومئت بالإيجاب و أردفت : ها هيدهولنا ولا لأ؟؟
أجبتها : أنا مش هأضحك عليك هو فى شقق ..يعنى مش بيضحكوا عليكم لكن المعروض 2000 و إتقدم ملايين إزاى بقى هيقسموها الله أعلم ؟؟!!

قامت بتحريك شفتيها مرتين متتابعتين فى حركة متعاقبة جهة اليمين و جهة اليسار و تابعت: يعنى الحكومة بتضحك علينا كانت بتسكتنا ساعتها و خلاص فى الهوجة و أكلتنا البلوظة
صمتْ و نظرت إليها بإيماءة ذات معنى
أجابت يعنى مش لاقين أى حاجة ولا شقق ولا أكل الله يرحمه عبد الناصر كان بيدينا تموين و كِسوة و السادات كمان و كنا عايشين أحسن عيشة و بنلاقى كل حاجة و كان فى تموين كتير طيب إحنا عايزين تموين ؟؟

ابتسمت فى نصر أخيرا حصلت عليه وجدت الخيط أهو و سارعت : يعنى أهو مش الثورة و الشباب ولا وقفتهم هى السبب و لا هى اللى غلت الأسعار و وقفت حال البلد؟؟؟
صمتت فى ريبة مفاداها عدم الإقتناع مع قلة الحجة و نقص الفصاحة إلا أن نظراتها فضحتها - و العين ما بتكدبش- أنها لا تعبأ بمثل هذه الكلمات و تتمنى و ترجو أن يرحل هولاء الشباب و أن تعود البلد كما كانت – على حد شعورها – فى إستقرار و هدوء

شاركها صاحب الصوت الأجش النظرات ذات السنون الحادة و النصل الجارح
صمتوا .. صمتت أنا الأخرى و لم أسهب فى الحديث أكثر و لكن ألمحه فى عيونهم كلام كثير يخشون أن ينطقوا به فلا يضاهى حجتى .. تحمل ألسنتهم حديثا طويلا لم يتلفظوا به و لسان حالهم يقول نحن لا نجيد فن الحديث مثلك " يا متعلمة يا بتاعة المدارس" و لا نستطيع التعبير عما بنا زيكم كده
أعلم أن الكثير يجيش بخلجاتهم
ألمح ذلك الإصرار على الرأى من جانبهم و تفضحهم أعينهم بإتخاذ موقف و الثبات عليه

كل منا لا يريد سماع الأخر أو محاولة فهمه و الدخول إلى عالمه

نصمت جميعا فجأة و يُخسف قمر الحديث .. يخيم الصمت على المكان بظلاله السوداء التى طمست روح التواصل
أتساءل هل نجحت الثورة المضادة؟ أم هم أنفسهم ثورة مضادة !!
أتذكر أننى أخوض هذا الحوار يوميا منذ الخامس و العشرين من يناير كلما مررت على ميدان التحرير أحيانا أتدخل فى ذاك السيل المنهمر من السباب للثورة و لشباب الثورة و إئتلاف الثورة و للميدان و أحيانا أخرى يرهقنى الجدل و الكثرة و تُنهك قوايّ فأصمت

تأتى محطتى القريبة من ميدان التحرير أترجل من الأتوبيس مُلقية عليهم سلاما سريعا مقتضبا بعد أن خضنا كل تلك المناقشة معا ..عشرة أتوبيس واحد برضو

يجيبون تحيتى بإبتسامة صفراء و همسا ثقيلا تلتقى أعيننا مؤكده ثبات المواقف و أن الكلام سهل و الحديث هين و لكن يبقى....
اللى فى القلب فى القلب .

فاطمة عبد الله
1\7\2011

الخميس، 7 أبريل 2011

مهرجان " كرنفال "التحرير

منذ بدأت الثورة ولأننى فى قلب الأحداث و لا ينقطع جسر الطائرات من فوق رأسى ، حوامات طائرة و كذلك أفكارُ طائرة هى الأخرى لم يستطع أن يخط قلمى سطرا واحدا فقد كان تلاحق وتعاقب الأحداث أكبر بكثير من أن يستوعبه عقلى الصغير- اللى على قده – فكان إستيعاب كل تلك الأحداث المتلاحقة و المتتابعة بمثابة ضغطا نفسيا هائلا ربما كانت طبيعتى التى جعلت من هذا الضغط و ذلك القلق المتواتر عائقا عن الكتابة لكنه لم يمنعنى عن التسجيل فقد كنت أسجل و أدون لحظة بلحظة ما يجرى ..أرائى ..تعليقى حتى أنى أملك الآن عشرات التدوينات فى مسودات خاصة لم تُبيض و لم تظهر بعد - و ربما لن - إلى النور فى الوقت الذى كانت فيه الثورة مصدر الهاما جبار و طاقة نور هائلة و" اتفتحت" لآخرين و أرضا خصبة للنماء الأدبى فاغترفوا منها بنهم..و كانت لآخرين مصدرا لإعادة اكتشاف الذات حيث لم يكونوا قد اكتشفوا بعد أن لهم تلك القدرة الكامنة الهائلة على الكتابةو التى فجرتها فيهم و بداخلهم الأحداث فى حين استقبلها آخرون بالسلب تماما – زى حالاتى - فتوقف قلمهم عن النزف و شلت الأيادى ربما كان ذلك لخلل ميكانيكى ما فىّ..معلش بقى صوابعكم مش زى بعضها  فردة فعلك تختلف عن ردة فعل غيرك و هوالأمر السلبى الإيجابى فى الوقت ذاته .. سلاحا ذو حدين فإما أن تكتب بإنفعال و حماسة و إما أن تكتب بتروى و تمهل فبعد أن هدأت الأمور وجدتنى أستعيد نشاطى رويدا رويدا يوما بعد يوم و بدأت تصاعديا فى استعادة و استرجاع ما حدث و تحليله فبعد أن تهدأ ثورة الحماسةو الإنفعال و يتروى الإندفاع يبدأ صوت العقل فى إستدعاء الهدوء و التحليل تهتضم الأحداث و تبدأ فى إجترارها بتعمق وروية ..تعود إلى الوراء.. تسترجع شريط الذكريات بتأنى . أمسكت القلم من جديد و أغمضت عينى فأحسست ب"هفهفة" نسيم الحرية و لفحتنى رياح التغيير... إجتاحتنى لحظات فرح و سرور" فرحة الثورة" نورها قبل نارها فكلما تذكرت ميدان التحرير وأيام التحرير – و التى لا تزال تطل علينا كل جمعة بين حين و أخر - حتى الآن – هفنى الشوق و هلت علىّ نفحات التحرير فحينما تدلف إلى ميدان التحرير أيام الثورة تجد يوتوبيا متحركة على الأرض.. المدينة الفاضلة بكل معانيها أمامك ..خلية نحل تعمل بكد لا تكل ولا تمل نظام ورقى ..تحضر و تمدن... فقط رغبة عارمة فى الإصلاح و التغيير ينقسم الشباب إلى مجموعات... مجموعة للتفتيش تقابلك بوجة بشوش و إبتسامة صادقة مرحبة قائلة اتفضلوا نورتونا.. شرفتوا الثورة و ما أنا تكمل المسير حتى تستقبلك مجموعة أخرى" زى الورد" هاتفة أهلا أهلا بالأحرار اللى انضموا للثوار ... مجموعة أخرى للحراسة و أخرى طبية للإسعاف مجموعة تحمل لافتات تمتلئ بخفة الدم المصرية الأصيلة من أول " ارحل عايز احلق " مرورا ب " ارحل قبل ما مراتى تولد الواد مش عايز يشوفك " و انتهاءا ب اثنان يلعبان دور شطرنج و بجوارها لافتة مكتوب عليها " اهو عقبال ما تمشى" فالمصرى و المصرى فقط ابن نكتة خفيف الدم و الظل من يومه عنده قدرة على مواجهة الآلم بالأمل والحزن بالابتسامة و الضحك على ذاته فى كل المواقف حتى الضحك على خيبته " كما يقولها المثل المصرى الأصيل " " أنت بتضحك على إيه؟ باضحك على خيبتى ؟" و هى قدرة لن تجدها إلا عند المصريين و لن تجدها فى أى مكان أخر فهم قادرون على صنع " الشربات من الفسيخ " و فى عز عز الأزمة بيضحكوا و فى عز الشدة يبتسموا ويسخرون من واقعهم المؤلم الأليم بالضحك و النكات فما أكثرها اللافتات المضحكة و النكات السياسية التى ملأت الميدان و حملت دلالات و رموزيتصاعد فيها التهكم و السخرية على الحال و الأحوال و المهانة و الذل و توبيخ الذات بطريقة فكاهية نكات العائلة الحاكمة والحاشية والمحتكرين و رجال الأعمال بطريقة كوميدية ساخرة هى ما جعلت الثوار فى عزالأزمة و المعاناة فى منتهى القوة و قمة التحمل للنهاية و هى ما جعلتهم يصمدون ثمانية عشر يوما كاملة فى العراء مجموعة أخرى تعلق لافتات و أخرى تكتبها و مجموعات ترسم على الأرض أو على لوحات و مجموعات تنحت أو تلون و أخرى تنظم الصفوف و المسيرات و مجموعات تهتف و أخرين يحملون علما كبيرا يسيرون به فى مسيرة سلمية و مسيرات أخرى للإحتفال بعيد ميلاد أو خطوبة و أخرى للزواج.. لا تتعجب إنه ميدان التحرير المصرى مجموعة أخرى تنظف و تجمع القمامة ..هناك من يوزعون البلح والبسكويت و الأطعمة و من يجمع الأخبار و أوراق الجرائد و من يقوم بعمل نصب تذكاري و شاهد رمزى للشهداء و هناك حفلات سمر و هذا يغنى و أخر يخطب و هذا يقرض الشعر التحام فى تآلف غير طبيعى و إخاء رائع لا يفرق بين عمر أو دين أو نوع أو اتجاة فكري أو أيدلوجى من الأخر كده كما قال الكتاب " لا تمييز " " لا تحرش " " لا سرقة " مش بأقولكم يوتوبيا جعلت من " الشعب يريد أخلاق الميدان " شعارا شهيرا بعد ذلك حتى بعد أن إنفض الجمع مع التنحى وسط إحتفالات صاخبة و تكبيرات و غناء و تنطيط و العاب نارية حتى الصباح الذى ما أوشك أن آتى و بدأت خلية نحل أخرى فى العمل من جديد فهذه عربات المخلفات تجمع القمامة و أخرى لنقل الأمتعه و البطاطين و حل الخيام و أخرى تنزل حمولة أدوات النظافة و المنظفات ليبدأ مهرجان التنظيف العظيم هو مهرجان الحرية و النصر" مهرجان نظافة الثورة "بالفعل إنها الثورة النظيفة قلبا و قالبا نظيفة فى كل شئ بدأت سلميةو خرجت سلمية لم تلوث يداها قط و حتى حينما خرجت نظفت ورائها و لم تترك ورقة على الأرض فى مشهد حضارى أذهل العالم أجمع و رفع أرصدة الثورة إلى الضعفين مشهدا مهيبا هو ثورة الملايين و مشهدا منيرا هوتنظيف الملايين للميدان و مشهدا مهينا هو سرقة الملايين و مشهدا قذرا (قاتما )هو تهريب الملايين فشتان بين هذا و ذاك ليضرب شباب الثورة مثلا غاية فى النبل و التحضر ارتقى بنا هذا المشهد المنيرو علا بنا لنحلق عاليا فى سموات جديدة لم نعهدها من قبل فغطانا ضيائها و شملنا نورها و سمى بنا هذا الشعور فأشاع طاقة من نور شملت و علت وجه الحرية . الكل ممسك بمكنسته وجاروفه و كيسه حتى الأطفال الصغار يمسكون ب " مقشة " أكبر منهم مرتين فترى حينها أمامك الأمل مشرقا ومشعا ترى أمامك مصر اللى جاية تبتسم لك ..مصر الجديدة التى نحلم بها و بأولادها ..ترى الغرس و النبتة التى لابد و أن نعهدها بالرعاية و العناية لتكبر و تصبح شجرة عملاقة ورافة الظلال كثيقة الأوراق تظل الأمل و الولد و البلد.. شجرة نماء و رخاء شجرة عز و مجد ضرب المشهد للعالم كله درسا فى روعة الحريةو تقرير المصير و الإلتزام و علم العالم أجمع درسا لن ينسوه أن من يقرر مصيره ...ينظف ضميره أن سيد قراره ..... كفيل بمشواره و أن من عرف و ذاق الحرية .... لن يرضى بالذل بديلا فمن ذاق عرف و من عرف أغترف و من غرف غرق و أن من يدعو لتطهير الفساد ...و تنظيف البلاد..... نظف البلاد و الميدان معاً حتى نعتها الجميع و عُرفت بأنها الثورة " اللى نظفت وراها "  فمن ذهب صباح اليوم التالى سيستنشق مع نسائم الحرية عبير الديتول و شذى الإنتصار وتشتم رائحة النظافة فى المكان بأكملة بما تحمله من مواد منظفة و سبرتو لإزالة الملصقات و الكتابات من على الحوائط و واجهات المحلات ..كان الميدان بالبلدى كده بيبرق من النظافة و على رأى أبلة نظيفة ....الثورة مبتكدبش فمثلما تنظف شقتك و تملأها بالغبار و " تكركب حولك " لتحولها بعد هذا إلى أبهى صورة منمقة نظيفة كان لابد من تنظيف البلاد و ما تبعه من شوية كركبة فى الشقة . و بعد التنظيف تهل علينا مرة أخرى أفراح التحرير فالإحتفالات فى جمع النصر ما زالت مستمرة يصطحب الآباء و الأمهات أبنائهم يتنزهون فى التحرير فقد وعدوهم بجائزة إذا تفوقوا هى الزيارة و التنزة فى ميدان التحرير يشترون لهم الأعلام و يضع الصغارو الكبار الشرائط الملونة بعلم مصر و يرتدون الكروت و الشارات التى تحمل أسماء و شعارات الشهداء هذا أب يحمل طفتله الصغيرة الجميلة و قد رسمت على جبينها علم مصر و كتبت روح قلبى مصر و هذا أب يرفع طفله فى الهواء مداعبا بعد أن رسم وجهه بالكامل بعلم مصر ابتسم و أنا أرى أخوان يلعبان أحداهما يكبر الأخر بحوالى ثلاث سنوات يلهوان و يجريان خلف بعضهما بالأعلام و قد حمل الكبير علما متوسطا بينما حمل الصغير علما صغيرا – على قده –و ترفرف فى أيديهما الأعلام مع الحركة فى مشهد يهدى إليك بهجة الحياة . و أملا مشرقا فى غد هم أبناءه أسرة أخرى صغيرة طفلان أب و أم.. الأب يحمل علما كبيرا جدا بينما تحمل الأم علما أصغر بقليل و يحمل الأطفال أعلاما متفاوتة الأحجام كلّ حسب حجمه و يرتدى الجميع شارات الشهداء و قد ربطوا أشرطة علم مصر و تزينت وجنات و وجوه الأطفال باسم بلادى الكل يقوم بتصوير كل شئ و يسجله للتاريخ و الذكرى يصور أولاده بجوار الدبابات و مع الجنود و يصور أصدقائه و قد رسموا وجوهم بأعلام مصر " شلة" الشباب تصور نفسها فى كل الأوضاع فوق الدبابة ..ماسكين العلم...نائمين على الأرض أو فى أحضان أحدى الدبابات . أقهقه و أنا أتذكر شكاوى بعض من اتهموا الثورة بتعطيل أعمالهم ..وقف أشغالهم و قطع عيشهم وأنها السبب الرئيسى للكساد فأمامى سوقا كبيرا ممتلئ بكافة السلع و المنتجات حركة بيع و شراء لا تنقطع رواج تجارى كاسح و ازدهار لصناعات متناهية الصغر أمامى " سوق الثورة " الكبير على مرمى البصر بإمتداد ميدان التحرير و مخارجه و مداخله و كافة الطرق الجانبيه و الفرعية المؤدية إليه فهولاء بائعى الشاى و القهوة و العصائرو المثلجات و عربات اللب و الفيشار والحمص و الترمس و السميط و الفطائر( البوريك أبو جبنة و أبو عجوة ) و التسالى و عربات الأطعمة و الوجبات الخفيفة كالمكرونة و سندويتشات الكبدة و عربات الفول و السجق و عربات المأكولات كالكشرى الذى كان طعاما رئيسيا للثوار بعد أن اتهمهم الجميع بأكل الكنتاكى فأطلقوا عليه الكشرى الكنتاكى و إذا كنت من رواد التحرير ستعرف شهرة " الكشرى الكنتاكى "علبة كشرى محبشة بالدقةو الصلصة ناهيكم عن بائعى كروت شحن المحمول و الأعلام و الشارات و الشعارات و الأشرطة الملونة و راسمى الوجوة و اللوحات و اللوجوهات و جميعها تحمل اسم مصر و ثورتها و الشهداء ما أجملها أسواق الثورة و الآن و بعد الهدوء النسبى راجت أكثر و تعددت منتجاتها أكثر و أكثر فتجد التيشرتات و القمصان و الشيلان والكوفيات و القبعات و الكاب" غطاء الرأس" والبرانيط و الدبابيس و الحلى مختلفة الأشكال والأحجام كذلك اللوجوهات و البادجات و الصور و اللوحات كلها عليها رسومات و كتابات مختلفة اتحدت فيما بينها أنها تحمل شعار الثورة و رموزها و صورشهدائها وعلم مصر و جملاً فى حب مصر فى سوق الفخر المصرية فى معنى يجسد بالحرف الواحد الأسواق الحرة المصرية و لكن هذه المرة ليست الشركة الشهيرة و إنما السوق الحرة المصرية بمعانها الجديد الحر . حتى الثقافة و الكتب كان لها مكان فتجد الكتب التى طبعت سريعا فى المطابع الصغيرة بها تدوينات أصحابها و معاصرتهم و معايشتهم اليومية للثورة و التى حرصت على إقتناء إحداها وقرائته . اقتطع الميدان و أحداثه و بائعيه و مرتاديه الذين افترشوه ليلا فى عز الشتاء من أجل الحريةو الكرامة لهم فيه ذكريات و أيام لا تنسى .أخذ من أعمارهم و من عمر ذكرياتهم الكثير اقتطع هو الآخر فصولا كثيرة من كتاب ذكرياتى الذى افترشه ليلا أنا الأخرى أقلب فيه و أتصفحه مبتسمة للذكريات الجميلة التى حفرت بداخلى طرقا و أنهارا خصبة من الذكريات و الإلهام . فاطمة عبد الله 4\4\2011

عين ع التحرير

عين ع التحرير بدون إتفاق مسبق و بحركة تلقائية عفوية كأنماعقد الجميع إتفاقا خفيا ... التفت الجميع فى حركة و لحظة واحدة و اسقطوا جميعا نظرة عميقة على ميدان التحرير الذى نعبر فوقه الآن على كوبرى أكتوبر أعلى الميدان .التفت الجميع يمينا محاولا التقاط صورة سريعة لميدان التحرير العظيم فى خفة مع دوران الإتوبيس السريع – مش سريع أوى يعنى –. رمقت أنا الاخرى ميدان التحرير بنظرة مع الناظرين عفويا على غير تخطيط منى و ما لبثت أن عدت ببصرى – أسرع من الباقين – ربما لأننى أحفظ المكان عن ظهر قلب فهو طريقى يوميا ذهابا و إيابا حيث أسكن و ربما لأننى أراه يوميا فى أيام الثورة أو بعدها إلا أننى شعرت تلقائيا بنفس ذاك الشوق و تفجر بداخلى شعور غريب و مهيب يجتاحنى كلما مررت بميدان التحرير حيث شربت الأرض الدماء و الحرية . اقتطع الميدان و مرتاديه و أحداثه و بائعيه فصولا كثيرة من كتاب ذكرياتى . أتاحت عودتى السريعة من التفاتتى أن أتأمل الجميع و مازالوا ينظرون بفخر و كبرياء إلى الميدان الكبير رفرف قلبى لهذه المشاعر المتدفقة التى لا توصف التى أراها أمامى تختلج النفوس تغمر القلوب بطاقة خفية مشعة تظهر جلية تعلو الوجوة . إلا أن النظرات على تعددها اختلفت فبعضها نظرات إشتياق بعضهم من الثوار " هفهم " الشوق لذلك الميدان الكبير الذى افترشوه ليالى قارصة البرودة فى عز الشتاء من أجل الحرية،، الكرامةو الإنسانية لهم فيه ذكريات و أيام لا تنسى .أخذ من أعمارهم و من عمر ذكرياتهم الكثير حفر فيها طرقا لا تنسى و سرى فيهم مسرى الدم فى العروق . نظرات أخرى إمتلأت بالفضول تستكشف ماذا يحدث فى " تحرير" القاهرة الكبير" . بعضها لم تكن إلا نظرات سخط و ازدراء – فإختلاف الأراء سنة الحياة- ساخطة تلك النظرات على التحرير و " بتوع التحرير" الذين يعطلون أمن البلاد و يعرقلون عجلة الإنتاج من وجهة نظرهم . لمحنا جميعا بعض المعتصمين فى الميدان و هنا صاح الكمسرى فى ثبات بتلقائية المواطن المصرى : هو كل اللى غضبان هيجى هنا و ينصبوا الكراسى اللى غضبان من أمه ولا أبوه و اللى من عياله واللى من ولا مؤاخذة – المرا اللى خناقاه- اختصار لكلمة إمراة عند العوام و بعض الطبقات الدنيا – و تقولى إعتصام إعتصام ايه ؟؟؟ ولاد الأ....... ما خلاص اللى جه جه من الأول ثم يردف بحكمة السنين خلى بالكم الشئ لما يزيد عن حده ينقلب لضدة كفانا بقى و كل واحد يروح يشيل كرسيه صاح أحدهم بعد أن حفزه رأى الكمسرى الذى كان واضحا أنه يشاركه فيه : ربنا يخدهم مشفناش من ساعتهم أى خير كفاية وقف الحال اللى إحنا فيه ده خراب بيوت ده إحنا أرزقيه على باب الله شغل مفيش لا عارفين نأكل ولا نشرب ولا نأكل عيالنا و بطاّلين ( بلا عمل ) من شهرين تقدر تقولى خدنا إيه من يوم ما عملوا اللى عملوه ولا حاجة إلا وقف الحال ؟ الله يخرب بيتوهم يشاركه الرأى شابا يبدو أنه من فئة المهنيين مجعد الشعربعد أن ضرب علبة جيل كامله فى شعره و فرقه على جنب : إيه وقف الحال ده و دينى لأروح أغزّهم العيال دى.. دى عيال باينها ولاد ناس لاقية تأكل و تشرب و مش شالين هم حاجة ولا عارفين حاجة....ولا داقوا جوع ولا فقر......... و دين أمى لو قالوا هننزل تانى لنغزّهم واحد واحد و نقفلهم بالسنج و خصوصا اللى عايزين يقولوا لا دول – يقصد لا للتعديلات الدستورية – إحنا عايزين الشغل يرجع و الحالة دلوقتى مأشفرة على الأخر إحنا مش لاقين حتى تمن العشا و دول ولاد الأ..........رايحين يعتصموا؟؟؟ يقولها مستنكرا و متأثرا بشدة يقاطعنا شيخ يجلس بجوار الشباك شوف شوف واقفين خايفين مستخبين زى الفئران إزاى ( ننظر فنفهم بغيته ) هناك على الرصيف وقف عسكريان يحتسيان الشاى تحت تنده أحد المحال التجارية يجيبة أخر:آه يا شيخ ده الواحد اكتشف كمية فساد يشيب لها الولدان ده كفاية إننا دلوقتى واقفين بحرية و نقدر نقول مبارك الله يخرب بيته من غير ما تلاقى تطلع من جنبك حد جرك من قفاك و محدش يعرف طريقك هو إحنا كنا نقدر نقول كده قبل كده كفاية دى... يتابعه آخر كفاية إتنفسنا الحرية هوا نضيف بقى و أى واحد يقدر يقف و يقول يخرب بيت فلان ولا علان فى وسط الشارع من غير ما يحد يعمله حاجة يقاطعة االشيخ مرة أخرى : آه ده أمن الدولة كان فى كل حتة ده الولية ( يقصد المدام ) كنت أقبل ما أشد الغطا أقررها و أتاكد إنها مش معاهم ده احنا كنا بنفتح الحنفية ينزلونا منها يتابع آه ربنا يباركلهم العيال بتوع التحرير بصراحة اللى عمله العيال دى حاجة بجد يعنى ردتنلنا الروح ..عيال جدعان بجد و لأنهم كبارا فى السن و من طبقات مختلفة لم أستطع أن أمنع نفسى من التدخل فى الحديث و أتحمقت حمقة الشباب ورميت طرحا للجميع بشكل غير مباشر و خاصة بتوع نغزهم دول و تسائلت مستنكرة : و لما هو كده ؟ أومال ليه زعلانين من شباب الميدان و بتقولوا كفاية كده يروحوا يمشوا و كفاية كده يقوموا ؟؟ نظروا بعضهم لبعض واحدا تلو الأخر و قال أولهم لا أنا مقولتش كده و رد الثانى ولا أنا وقالت الحاجة ولا أنا ؟؟ ابتسمت فى سرى و نفسى فقد انتشيت بإنكارهم و كذبهم الواضح جليا فى أعينهم و طريقة ردهم المستنكرة المفتعله السريعة أحسست حينها بالإنتصار و الفخر و برغم ملامحهم الكاذبة إلا أننى ابتسمت و انتشيت فمجرد إنكارهم على هذا النحو – كأنما هى تهمة خطيرة و جناية جسيمة تلتصق بصاحبها - إنتصارا كبيرا فى حد ذاته و مكسبا و صيدا ثمينا و ردا للألسنة و الأفواه ابتسمت فى نصر و إستاذئنتهم فى النزول المحطة الجاية . فاطمة عبد الله 28\3\2011 ** يغزّه : أى يطعنه بمطواة ** بطاّل : اى عاطل لا يعمل ** عفوا للألفاظ التى لا تتميز باللياقة و لكنها منقولة من الواقع لتوضي الصورة حية من الشارع المصرى و المواطن البسيط

وردة بلدى لورد بلدى

وردة بلدى لورد بلدى مر علينا هذا العام – 2011- يوم الشهيد مرور الكرام فى هدوء لم نعهد له مثيل بالرغم من أن كل الاحداث توافقت و تزامنت بشكل لافت للنظر مع يوم الشهيد حتى بات الحدث ساخنا – موهوجاّ- تماما لا يحتمل أى تأجيل أو تأخير...و على الرغم من أننا فى قلب الحدث و دماء الشهداء على رأى المثل الشعبى البسيط " لسه سخنه مبردش " إلا اننى حقا لا أدرى لماذا لم تتذكر مصر "يوم الشهيد " . و كان الأحرى بها ذلك . أتسائل ؟؟ ألإنشغانا القوى بالأحداث السياسية التى تحدث الآن فى مصر و المستجدات على الساحة من إستفاءات و تعديلات دستورية؟ جعلتنا ننسى دم الشهداء ؟؟ عفوا ننسى أن نتذكر يوم الشهداء فلم و لن ننسى دمائهم ما حيينا أبدا . أم لأنه مازالت الدماء تنتظر من يبردها بتطهير الفساد و محاكمة الفاسدين و بعدها يبدأ الالتفات ليوم الشهيد و لأن الجرح غائرا و مازال ينزف بين الشعب و الشرطةو النظام بأكملة و أن الشرخ مازال عميقا جدا حتى بات" يوم الشهيد " من النظام البائد من وجهة نظر البعض . أم لأن التاسع من مارس اقترن بالفريق أول عبد المنعم رياض حينما أصر على الإشراف بنفسه على خطة تدمير خط بارليف التى أعدها بعناية و نزل مع جنوده لإختبارها فى الموقع 6 و قاد بنفسه مناورة قاربت الساعةو النصف انتهت باستشهادة عام 1969 ؟؟ و من ثم تم حذف اليوم أوتامتيكا لإقترانه بعناصر من الأمن ؟؟ ذلك بالرغم من أننا نعلم جميعا أن الجيش و الشعب ايد واحدة .و لأن ما فقدناه فى الخامس و العشرين من يناير أكبر بكثير من أن يُقدر أو يختزل فى ذكرى فكان من العدل أن نحتفى بزهرة شبابنا و فلذات أكباد الوطن فى يوم الشهيد بعد أن ضحوا بأرواحهم و سالت دمائهم من أجل أوطانهم و حرية بلادهم و فقدوا أرواحهم الطاهرة من أجل كلمة حق ..طالبوا بحياة جديدة حرة أبية مليئة بالكرامة لأوطانهم ...و لكن لم يُمهلوا ذهبت أرواحهم البرئية إلى بارئها تعطشت الأرض للحرية فشربت و شربت حتى ارتوت فليس هناك حرية و لا دفاع عن فكرة نبيلة بغير دماء طاهرة و عشان الأرض تتطهر لازم تتطهر بالدماء هكذا علمنا التاريخ عبر العصور . قُتلوا لأجل ذنب لم يقترفوه ...قُتلوا لأنهم شجعان ..شرفاء..أبرياء ..أطهار...نعم إنهم الأطهر كان قدرهم أن يكونوا فى مكان أجمل .... ألا يكونوا معنا اليوم.. يوم تنفسنا الحرية و لمس هوائها وجنتنا و تحسسناها بأيدينا .. لم يروا ذلك العرس الديمقراطى لأن من يزرع النخله لا يراها حينما تطرح و لأنها ثورة حقيقة من رحم الشعب الذى اتضح- بعد ثبات عميق استمر سنون - أنه مازال ينبض بالحياه ..زُهقت من أجلها هذه الحياة فلم يروا مقولة غاندى تتحقق بكل عزة و إباء " في البداية سيتجاهلونك ثم يحاربونك ثم يحاولون قتلك ثم يفاوضونك ثم يتراجعون و في النهاية ستنتصر" ... فكان بعضهم قد قتل بالفعل . و لأن الثورة تأكل أبنائها و لأن من قاموا بالثورة لا يحصدون ثرواتها فالثورات يقوم بها الشرفاء و يجنى ثمارها غيرهم و لأن شجرة الحرية ترويها الدماء كان الإستشهاد خطوة فى طريق الهدف النبيل فسالت دمائهم الطاهرة من أجل هذا . لا أستطيع أن أصف لكم أى رعشة سرت فى أوصالى و أى قشعريرة سرت فى بدنى حينما شاهدت تلك التحية العسكرية النبيلة من ذاك الجسد الممشوق و الرأس المرفوع و الوقوف الشامخ الأبى تحية لأرواح من أهدونا العزة و الكبرياء...الحرية و الإباء ...مزيح من التى لا تُوصف .. بكاء و دموع.. فرحة و شموخ .. نشوةونصر.. حرية و فخر..ارتعدت جوارحى جميعهاو كأنما ردت الروح إلىّ فلتنم أيها الشهيد قرير العين فى جنة الخلد بإذن الله زهور و " ورود بلدى " أينعت من بلدى ..أنتم بذور حقٍ غُرست فى أرض الحرية فطرحت إصلاحا و أينعت طهرا فنمت و ترعرعت شجرة الأصالة ..مصر أبناء مصر الأطهار ..أنتم الأنبل ..أنتم الأشرف.. أنتم الأطهر.. أنتم فى القلوب وسام على الصدور و حلم فى النفوس كنتم قلباً و روحاً مرت بسلام على الدنيا . . حتى أتى يوم رحيلكم فوجدتوا من يبكيكم من الأعماق ذهبت إلى ميدان التحرير فى لهفة و شوق لإستعادة نسائم الذكريات و روح الثورة .. اتلمس ذلك الهواء الحر الأبى فهزنى ذلك النصب تذكارى للشهداء المصنوع من أبسط الخامات ورود صناعة، صور، أوراق جرائد و لكنه و ربى أروع ما يكون رمز نضال و ثورة ..ثمن الحرية ..قرأت الفاتحة على أرواح الشهداء – و لتقرأوها معى الآن - انتهيت .. إمتلأ قلبى بالكراهية و الغضب من هذا الفساد المستشرى ...إلا أن دم الشهداء أطهر و أنبل من أن نلوثه بأى مشاعر سلبية ..دم الشهداء الذى روى أرض الكفاح و النضال فطرحت شجرة الحرية و أثمرت طعم الحياة . و الأحرى بنا أن نستثمر ذلك الغضب .. فلنوجهه نحو من باعونا .. من خانونا و يكفينا فخرا أن صرح رئيس أقوى دولة فى العالم : أننا يجب أن نربى أبنائنا ليصبحوا كشباب مصر ... و أضع هتاف الثوار نصب عينى : ..احضن وطنك ..احضن أخوك..وجه غضبك للى خانوك فلنطالب بالتطهير الذى ابتغوه ..فلنسعى للحريةو الديمقراطية التى راحت أرواحهم من أجلها و من أجلنا ..فهلا كنا أهلا لنستحقها!؟ فلنحاكم الجناة و لنحاسب الفاسدين و لنعاقب المهملين و المتسيبين حتى تنم أيها الشهيد قرير العين ..هنيئ الفؤاد . يطل علينا أغبياء العالم لم يستعبوا الدرس بعد يواجهون البراءة بالنيران و يقابلون السلم بالرصاص قتلى بالمئات فى معظم الدول العربية- أين الحريات يا دعاة الحريات - لم يتعلموا بعد و لن يتعلموا و ما عساى أن أقول إلا أن من لم يتعلم الدرس لا يستحقه . فقيام الثورات ليس دليلا على أن شعبا قد أخطأ و إنما على أن حكومات قد أخطأت. تحية إعزاز و إجلال و تقدير لدم الشهداء الأطهار و لكل نقطة دم سالت من مصاب أو جريح فلولا دمائهم ما عشنا تلك اللحظات الرائعة من عمر الوطن و ما وقفنا اليوم نتنسم الحرية .. نستظل بشجرتها الوارفة و نضع أول بطاقة فى صندوق الديمقراطية . فوردة منا لكل شهيد.و جريح و مصاب ....ألمح أمامى "قصوصة" قديمة لخاطرة جالت بخاطرى إبان حصار غزة: راح شهيد اليوم ده عيد.. يالا جرى نحتفل دمه اللى سال على أرضنا طهرنفوسنا و قلبنا طهر حياتنا كلنا و قالنا إن الحياة ممكن تهون... ايوة تهون فدا الوطن و فدا الحمى روحه اللى طالعه للسما مستقبه كل المنى بتقولنا إن الشهيد جاى غيره فى يوم اكيد بتقولنا كلنا مش كتير على أرضنا نضحى ليها بنفسنا مش كتير على أمنا ناخد الشهادة كلنا .. تبقى أرض الشهادة ارضنا . فاطمة عبد الله 22\3\2011

أربع تسعات 9999

9999 أربع تسعات أربع تسعات..... ده مش رقم سيارة دبلوماسية و لا رقم خط مسابقات على المحمول و لا اسم محل ملابس رياضية ده رقم فضل ورانا سنين و سنين و أخيرا هيختفى للأبد " اختفى دورك للأبد يا أربع تسعات " مع الاعتذار لفيلم أيام السادات لقد حان الوقت" انسف تخلص من حمامك القديم و أهلا ب 8888 و 7777 و أربع ستات كمان – ودول طبعا غير ست ستات بتوع أشرف عبد الباقى - وداعا 9999 فلتذهبى حيث ذهب صاحبك ।إلى ...إلى ....إلى شرم الشيخ !!؟ إنه الرقم الأشهر عى مدار ثلاثون عاما ؟و اللى منكم معرفش يركز أكتر و هيكسب جائزة الفقرة ؟؟ ها موافقة؟ تبقى موافقة و بنسبة 99,99% تمام هى بعينها فأخيرا جاء اليوم الذى ندرك جميعا فيه قيمة أصواتنا و أهميتها و أن نسعى لنقرأ و نفهم نتحسس و نتلمس طريقنا لنضعها فى مكانها الصحيح لأنها ستؤثر تبنى أو تهدم من منا لا يحمد الله أنه عاش و شاهد هذا اليوم । بعضنا مازال يتخبط ، البعض الآخر قلق و أخرون مترددون و هولاء يفكرون مش مهم كل ده ॥مش مهم بعض الآلآم فقليل من الآلم لا يضر فمن وخز الأبر نشفى و من لسع النحل نتداوى أنه آلم المخاض فمصر ولدت من جديد خرج أخيرا مولودها للحياة و تنفس الحرية كما تكلفت تلك الحربة ...أرواح زُهقت ॥براعم قُطفت ..غالية هى و ثمينة فقبل أن تخرج أخر أنفاسنا و نفقد طعم الحياة آتت الحرية غالية لتدب فينا الروح من جديد تلك الحرية التى لا تُمنح و لكن تنتزع هكذا علمنا التاريخ . و على رأيك يا جيفار: الثوار يملأون العالم ضجيجا حتى لا ينام العالم بثقله على أجساد الفقراء فنحن الآن من نقرر مصيرنا بأيدينا نقرر حياتنا لا أحد يملى علينا أفكاره أو يتدخل فى شئوننا من انهاردة هننزل كلنا أنا و اأت نقول رأينا بكل حرية مش مهم مع أو ضد مش مهم موافق أو غير موافق المهم نصبح إيجابين نشارك و قبل ما نشارك نفهم و نتقف و نقرا ونكون واعيين عشان لما نقرر القرار يكون القرار الصح اللى يخدم بلدنا و مجتمعنا فليس المهم إختلافنا و لكن المهم أن نختلف و نحن نفهم أدب الاختلاف فكم هو رائع ما ألمسه الآن فى بلادى يتحقق أمام عينى من روح الديمقراطية بين مؤيد و معارض و تلك الروح الرائعة من التناظر و التحاور و الرأى و الرأى الأخر و التفنيد و الحجج و البراهين المهم أن أختفت ظاهرة الموافقة بالاجماع " أربع تسعات "و حلت محلها نسب أخرى إشتقنا إليها وافتقدناها كثيرا أى و الله وحشتنا ليس مهم أن أختلف معك و لكن المهم أن نتقبل ذلك الاختلاف و أن تحترم اختلافى و لا " تشخصنه " - تاخذه على محمل شخصى - و هذا أهم ما فى الأمر و ليقل كل شخص رأيه بمنتهى الحرية سنحكتم جميعا لصندوق الإقتراع نتقبل نتائجه أى كانت و نحترمها فهذه هى الديمقراطية التى طالما سعينا لها و سالت من أجلها الدماء الطاهرة فكل الأبواب مفتوحه الآن علينا فقط أن نعرف من أيها ندخل وكيف ندخل وبماذا ايضا سندخل وكيف سنخرج فنحن الان فى مرحلة انتقالية نحبو فيها نتعلم الديمقراطية نتحسسها ونتلمسها خطوة خطوة صحيح أننا مازالنا نحبو و نخطو خطواتنا الأولى على طريق الحريةو الديمقراطية و أكيد اكيد هنتعثر نقع مرةو اتنين لنعود لنقف بعدها بإذن الله أقوى وأصلب و أكثر خبرة و دراية و على رأى أستيتس صديقة " الشعب أخد الحريةو نسى ياخد كاتلوجها و عمال يخبط فى كل الزراير " لكنها فترةو تروح احالها الطفل الصغير الذى يحبو الآن فى بلاط الحرية سيقف قريبا على رجليه و يخطو وحده نحو الديمقراطيةو الإزدهار المهم ألا نفعل ما عبناه نحن على الأخرون ألا نمارس القمع الذى رفضناه ولا الديكتاروية التى نبذناها فليكن إختلاف لا خلاف فالرأى الأخر ما هو إلا وسيلة أخرى لتحقيق الهدف و لا يهددنا وجوده أو يهدد الديمقراطية بل غيابه هو ما يهددننا حقا فلنفهم و لنميز الطالح من الصالح نتقبل الآراء و نؤمن بالحوار و هذا ما قامت عليه ثورتنا المجيدة و لتتسع صدورنا برحابة للرأى الاخر كما قال الشافعى رحمه الله " رأيى صواب يحتمل الخطأ و رأى غيرى خطأ يحتمل الصواب " نتخلى شوية عن فكرة سيادة الرأى و إن كل واحد رأية صح 100% " لنننظر للأمور من جميع الزوايا و الأركان لنكوّن صورة صحيحةو اضحة المعالم و الأركان نبنى على أساسها رأى سديد فلنحاول أن نمتلك تلك الأذن الواعية التى تزن الحديث و تفرق الطيب من الخبيث فكما طالعتنا شاشات الجزيزة و العربية- التى لا نكف عن مشاهدتنا -بالعبارة الشهيرة مصر التغيير نعم هى حقيقة مصر تتغير كل واحد دلوقتى يقدر يغير و بإذن الله ستتغيير بنا إلى الأفضل فلنترك المجال للديمقراطية دون أن نؤدها فى مهدها فنحن لسة بنقول ألف باء ديمقراطيةو تطل علينا إعلانات صحفيةو مرئية بدلا من أن تحث المواطنين على المشاركة تحثهم على إختيار معين؟؟؟ و إملاء رأى بعينه عليهم بشكل لا شعورى؟؟ محاولات مُقنَعه لغسل الأدمغة و تشويش الأفكار شيوخ الفضائيات مشاهير الفن والرياضة ناهيكم عن أن الإعلان متمصر أمريكى الأصل حتى يا ربى معرفوش يقلدوا صح ؟؟ فلا هو طال بلح الشام و لا عنب اليمن لا هو دعى بحيادية ولا هو يضاهى نظيرة الأمريكى يعنى غبى و مبتفمهمش كمان يا عسكرى مع الإعتذار لسمعة و لو أن هذه القنوات و الصحف تمتلك قدرا قليلا من آداب لعرفت معنى المهنية و أهمية أن تكون محايدا تحث على المشاركة دون إملاء رأى و كان الأولى بها أن تستخدم هولاء الرموز للتوعية بضرورة الإدلاء بالصوت و المشاركة الإيجابية الفعالة فمن اختاروا و قرروا و نفذوا قرارهم قادرون باذن الله على أن يختاروا بمنهجيةو منطقية ..لا للأحكام المسبقة ..لا للإختيار العشوائى ..لا للإختار حسب الهوى و الإرتياح.. الدراسة .وضع الأوراق جميعها نصب الأعين ثم القرار اسمع من هنا من يقول " انضحك عليهم " اذن فلن نسكت ؟ لن نقبل ؟ و الحل بسيط نقرأ.. .نتعلم ..نفهم ..ندرس و نكوّن من الوعى الثقافى و السياسى ما يؤهلنا بكفاءة- و هى فى الحقيقة بالعافية - لإجتياز هذه التجربة الأولى من عمرنا – التجربة الحقيقة – المحك الرئيسى و ذلك ابتغاءا لمزيد من الفهم و اذا كان "اطلبوا العلم و لو فى الصين " فإن قراءة متأنية و دراسة وافية لأى أمر أقرب من الصين بكتير ولا إيه؟ فلنبنى موقفنا على رؤية عامة شاملة لبلدنا و أوضاعنا و سأبدا بنفسى و أتعهد أمامكم جميعا أن أتقبل الرآى الأخر مهما كان مغايرا لرأيى وألا انزعج و ألا أرفض أو أشكك أو اعتصم و أن أكون يدا تبنى لا تهدم و أن اكون ترسا فعاّلا فى عجلة الإنتاج بل و سأتمسك بقوة بممارسة حقوقى السياسية التى يكفلها لى القانون و أشارك بعد أن أقرأ و افهم و أقرر سواء مع أو ضد فكلاهما طرقا سلمية للديمقراطية سأكون إيجابيةو لتكن معى كذلك فلا تخذلنى لن نسمح لهم أن يسرقوا ثورتنا كما نهبوا ثروتنا نجحوا فى الأخيرة لكنهم لن يفلحوا فى الأولى باذن الله من أجل حياة كريمة فلنرحب بالديمقراطية و يا أهلا بالحرية الفكرية أردنا الحوار فلا ننسى إذن ادب الحوار لنبنى جسرا من الثقة و الود و الحب بيننا فيطرح عملا و إنتاجا و ازدهارا لنا و لبلدنا فلندفع بأنفسنا ساقية الديمقراطية تتحرك و تروى أرضنا البور العطشى فتخضّر و تزهر إصلاحا و عملا و رقيا بين الأمم لنقتلع معا الفساد المستشرى بجذروة ضاربا فى الأعماق جميل أن نطالب بحقوقنا و جميل أن نطهر الفساد و لكن الأجمل أن نعرف كيف ....!؟ لن دعهم يهزموننا بالثورة المضادةو غسيل الأفكار و تشويش العقول لن نعطيهم الفرصةو سنصمد باذن الله صامدون صامدون نواجة الألم بالأمل فمن العسر تولد التجربةو من التجربة تولد الحياة لن نجامل أحدا لن نضيع أرواح الشهداء سنختار بحرية و دون إملاء رأى من أحد داخليا أو خارجيا سنحكم عقولنا سنقرر مصيرنا .. مفيش بلطجيه مفيش تزوير احنا الشعب و احنا اللى لازم نشارك يالا بينا نرسم مستقبل مصر و نكتبة بحروف من نور اللى يروح هو إحنا ..الشعب الواعى الفاهم مش الساذج اللى محدش هيضحك عليه اللى هيقول كلمتةو كلمتة هى اللى هتمشى و مش هيمشى إلا ما كلمتة تمشى مش هنمسح لحد يركب الثورة أو يسرقها أو يتحايل عليها هننزل كلنا و نقول كلمتنا بحرية من غير خوف فى جو من النزاهه و الديمقراطية و بلاش نرمى أذانا و عقولنا للشائعات مصر محتاجنا أكيد مش هنتخلى عنها هنشارك و نساهم بأصواتنا و نحترم من يخالفنا و هنقبل النتيجة هنكون إيجابين مش هأقول صوتك أمانة عشان بقى كلمة قديمة قوى لكن هأقول حقك تقول رأيك و واجبك تشارك خد حقك و قوم بواجبك يالا يا مصرى عشان مصر ها أنا هأروح أخد حقى ها هتيجى معايا؟؟ فاطمة عبد الله 17\3\2011 لينك المقال http://www.myegyptmag.com/articles/3146

" وكسة لوكس"

" وكسةلوكس" ظهر الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا و على الباغى تدور الدوائر طالعنا بالأمس القريب آلاف الوثائق و المستندات بعد إقتحام و إحراق مقار أمن الدولة فى العديد من المحافظات و المقار الرئيسية فى القاهرةو أكتوبر و مدينة نصر. تم تداول الوثائق و الملفات بين جموع المواطنين بعد هذا الإقتحام المجيد من الثوار المسجل بالصوت و الصورة بعد أن شاهدوا دخانا كثيفا أبيض متصاعد لحرائق المستندات فى كل مقار أمن الدولة المتزامن مع خروج حكومة شفيق و ببسالة الثوار الأحرار أقتحموا المقار ليجدوا الطغاة قد أحرقوا و أتلفوا و فرموا كل الوثائق الهامة التى تدينهم و التى تحوى فظائع و أهوال فمؤسسة " أمن الدولة " مابتلعبش فبعد حرق و فرم أطنان من الوثائق و المستندات و نقل أطنان أخرى فى عربات خضراء مصفحة رحلوا جميعا من ضباط و قيادات تاركين لنا مبانى مفتوحة و عساكر غلبانة ألقت بنفسها من الأسطح و مخلفين ورائهم - بعد حرق كل هام - الفتات من الملفات الطفيفة و الفضائح الساخنة الكفيلة بإلهاء الشعب فى هذه الفترة الحالية لتأمين أهداف أخرى . أحرقوا ما لذ و طاب و تركوا ورائهم التيك أواى من ملفات المشاهير من فنانين وصحفيين و لاعبى الكرة . " خلى الشعب يتسلى ". و بعض من مراسات و مكاتبات بين أمن الدولة و المؤسسات المختلفة لأخذ الرأى فى كل صغيرةو كبيرة حتى إستئجار الشقق و المحلات و بعض الملابس الحريمى ؟؟!! و لم ينسانا صديقنا الصدوق الفيس بوك و اليوتيوب ببعض فيديوهات التعذيب القذرة التى يشيب لها الولدان التى كانت تتم فى مقار عفوا قبور أمن الدولة . وإيمانا من بعض المواطنين بضرورة تنشيط التجارة و دفع الرواج الشرائى و تطبيقا للسياسة المصرية الشعبية الصميمة فى التكافل" أى حاجة على العربية بجنية " فقد حققوا تلك النظرية مع الفارق الزمنى و غلاء الأسعار لتصبح : " أى حاجة ب 2 جنية " و من غير عربية تداول البعض ما عثر عليه من رزق و جاله من ملفات و وثائق و قضايا و سى ديهات عفوا" و لا مؤاخذة " " ثقافية " فى الشوارع و على الأرصفة مع النداء الشهير" أى حاجة ب 2 جنية" أى قضية ب 2 جنية " و بسياسية قلّب يا أستاذ ، قلّبى يا مدام و كل واحد و رزقة و الحتة اللى هتطلعه فهذا ملف كنيسة و أخر ملف صحفى و هذه سى دهات لفنانة شهيرة و كل واحد و بخته بقى و بختك يا أبو بخيت ويالا يا حضرات ، فى ظل مناشدة و رسالة " رقيقة " تصل إلينا جميعا على محمولنا " المجلس الأعلى للقوات المسلحة يهيب بالشرفاء تسليم مالديهم من مستندات تخص أمن الدولة لإتخاذ اللازم حيالها " طبعا زى ما هو واضح إن الرسالة للشرفاء من أبناء هذا البلد فقد حاول بالفعل الثوار الشرفاء جمع تلك الوثائق و تسليمها لقيادات الجيش و محاولة الحفاظ عليها من أيدى العابثين و أمنوا هذه الوثائق . إلا و أنه بعد أن نُصبت أسواق كاملة و يؤسفنى أن أقول " أسواق الثورة " تجد فيها كل غالى و ثمين بتراب الفلوس مما تمت سرقته و نهبه من ممتلكات و منتجات من أجهزة منزليةو إلكترونية و ملابس و أدوات و حقائب و أحذية " سنيية " ماركة يعنى بأقل من ربع ثمنها و موتوسكلات و أجهزة رياضية حتى أن بائعيها لا يدركون القيمة الحقيقة لها و أثمانها ولا أعفى مشتريها من المساهمة فى تخريب و طعن الوطن فى مقتل قبل بائعيها الذين هم فى الحقيقة سارقيها و مشيريها سارقين أيضا و مضافا إليها تلك الوثائق فليعلم كل من اشترى من ذلك ط السوق " أنه أشترك فى طعن الوطن و يداه ملطخة بالدماء تماما كمن تلوثت أيديهم بدماء الشهداء الأبرياء و كمن استولوا على حزام القاهرة السكنى بالكامل من شقق خالية بالمدن جديدة و أراضى مملوكة للأفراد أو للدولة والبناء على أراضى زراعية و الإرتفاع بالبناء أدوار مخالفة فى كل عمارة فيكى يا مصر و ينضم إليهم فى ذلك الإخوة المحترمين كاسرى الإشارات و من حولوا كل شوارع مصر إلى إتجاهين و ساروا عكس الإتجاة. و لا أعفى من الإثم من تكالب من الأهالى ممن مات ذويهم موتة ربنا أو أهالى البلطجية و المعتدون أنفسهم و تكالبوا على تسجيل ذويهم ضمن الشهداء للحصول عل المستحقات المالية و المكافات. و أخوانا إياهم من هاجموا العُزل و " ثبتوهم " و سرقوهم و الإخوة البلطجيةو قطاع الطرق الذين قاموا بأخذ توقيعات سائقى السيارات قهرا تحت قوة السلاح على مبايعات لسيارتهم والتفنن فى الخدع العديدة للايقاع بهم على الطريق من رمى بيض ووضع أطفال يبكون و خلافة و التعدى بالأسلحة البيضاء و الآلية فى كل الشوارع و الهجوم على الأطفال و المركبات و المستشفيات و المدارس و الجامعات و بث الرعب و الفزع و الزعر فى النفوس حتى أصبحت " أستيس " البنات على الفيس بوك لبعضهن كالتالى : " تحذير لكل بنت مهم جدا: نظرا لتعدد حالات الاختطاف وفى ظل الظروف الحاليه فى مصر يرجى عمل الاتى: 1-متركبيش تاكسى لوحدك ابدا ولا الصبح ولا بليل لاى ظرف 2-المكروباصات متركبهاش وتكون فاضيه او كلها رجاله لان حصل اختطاف من مكروباصات وكانت ماشيه فالخط لكن الركاب كانو تبع السواق 3-متمشيش لوحدك فالشوارع الجانبيه سواء الصبح او بليل..وطبعا الشوارع الخاليه من الماره ابعدى عنها تماماااااا 4-رجاء رجاء رجاء مش هقولك عشان خاطر ربنا بس هقولك عشان خاطر نفسك انتى مش حد تانى اتخلى شويه عن اللبس الضيق واى حاجه تظهر او تبرز حاجه من جسمك...معلش استحملى شويه وتعالى على نفسك الفتره دى 5-البنات اللى بتروح دروس او كورسات بليل حصل حالات اختطاف من هناك ياريت لو ابتدائى او اعدادى او حتى ثانوى حد يوصلها ويروح معاها من اهل بيتها ६-حاجه مهمه جدااا بقى لازم تتعمل..لازم كل واحده تكون حاطه معاها حاجه فشنطتها حمايه ليها(صاعق كهربائى-اسبراى اللى بيتحط فيه الشطه-لو مش عارفه تشتريه اعمليه انتى فالبيت اشترى ازازه برفان بتاعت التركيب من اى محل واعملى انتى المكونات وتكون طبعا حاميه جداا-لو مش عارفه تشترى او تعملى حاجه من الحاجات دى ولو وصل الامر حطى اى اسبريه من الحاجات بتاعت الحشرات والله مش بهزر لان التركيبه بتاعتها مؤثره برده-اى وسيله لازم تبقى معاكى فالشنطه) وتكونى مستعده فاى وقت وفاى لحظه ومتخافيش محدش هيفتشك ولا هيقولك افتحى شنطتك 7-بالنسبه للتاكسيات تانى متركبيش مع تاكسى ويكون فيه واحده راكبه معاه لانها فالغالب بتكون تبعه 8-الناس اللى بتسافر سواء رجاله او ستات بقى حصل ان بيلاقو عالطريق حد مرمى قدامهم فبينزلو يشوفوه وفجاه يتلاقو ناس طلعت من الجنب ياريت تخلى بالكو كويس اوى

9-اخيرا طبعا النصايح العاديه محدش يقولك شيلى دى او ساعدينى فدى او تعالى امسكيلى حاجه الخ الخ الخ ربنا يحميكو يارب ويحفظكو من اى شر واى سوء ويحافظ على بنات المسلمين اجمعين يارب ويصونهم واللى عنده اى نصيحه تانيه ياريت تقولوها " .... ( نقلا عن إستيتس لصديقة ) فهل تحول الشعب كله بفعل الجوع إلى حراميةو بلطجية ؟ إيه البلد اللى نصفها مساجين و النصف الأخر حرامية و بلطجية دى؟ ليس الكل بالطبع فإننى أعلم علم اليقين أن منهم مأجورين و مرتزقةو مجندين لنشر الفتنة و بث الرعب بين الناس و هو المطلوب فى الوقت الحالى و تلك الفترة الكافية لتأمين اللى عليهم العين و اللى بالى بالك فهى عمليات فى أغلبها للتعتيم و التموية و التهويش من مرتزقة و مستأجرين لصالح لبقايا النظام الفاسد . لكنى مازلت على الشك أن منهم من أنهكهم الجوع و عذبهم الفقر و قهرتهم الحاجة و هم ليسوا بالقليل فقد نجح النظام السابق فى زرع العديد منهم و تربيتهم فى كل شبر فيكِ يا مصر . بدأت أشك أننا بالكاد نبحث عن الشرفاء .

حينما أتامل كل هذا من فرم و حرق كل تلك الوثائق و بعد تصفية حاملى الأسرار جسديا و ما حدث بمقار أمن الدول و ظهر لنا عبر اليوتيوب و الفيس بوك من مستندات وكليبات وتجاوزات و جرائم وتداول لتلك الملفات و بيعها و ما حدث من نهب و سرقة مليارات و ثروات و آثار هُربت بالكامل أقف لأتذكرأن " خيبة الناس السبت و الأحد و أنا خيبتى ما وردت على حد " ذلك المثل الذى دائما ما ردده أفراد عائلتى و جيرانى و أقاربى و كنت أتساءل دائما وقتها : " لما كله بيقول إن خبيته على طول أومال مين اللى خيبته السبت و الأحد؟؟ " و بالقياس بعد ما فعله أمن الدولة المكلف بحماية الدولةو تأمين آمنها و سلامتها و الحفاظ على أبنائها و ما قام به من حماية ممتلكات حكامها و الحفاظ عليهم و سحل و دهس أبناء الدولة بواسطة.... الدولة ؟؟ فإن " خيبة البلاد السبت و الأحد و إحنا خيبتنا ما وردت على حد؟؟" لطمتنا تسريبات أمن الدولة بالوكسة اللوكس اللى إحنا فيها و ما تكشف من فضائح و تجاوزات بل و جرائم مفجعة و موثوقة و كشفت عن صفقات مشبوهة بين جهاز أمن الدولة و كل هيئة فى مصر لإسكاتها و إخمادها و خرس الألسنة بالوثائق " ماسكين عليهم ذلة " إبتداءا من التليفزيون مرورا بالوزرات و الهيئات و الشركات و إنتهاءا بالمؤسسات الدينية ।

فتفوقت بجدارة و إكتساح على نظيرتها ويكيليكس العالمية و صارت مؤسسة " وكسةلوكس" المصرية فى الصدارة لطالما كرهت تصفح ويكيليكس لما يصيبنى من إكتئاب من فضح صفقات مشبوهة و تعاون مخزى و مزرى بين الحكام العرب – جميعهم - و الغرب و تحالفهم معهم ضد شعوبهم ؟؟ و التحالفات السريةو صفقات " تحت الترابيزة " و الزيارات السرية لإسرائيل و أمريكا من كل الحكام العرب. كلما شاهدتها هذه " الوكسة لوكس" أيقنت أن خيبتنا بالويبة خيبة قوية ما بعدها خيبة و أيقنت كم من أيادى – كنا نظنها - بيضاء ملوثة بدماء الأبرياء و كم من كراسى وثيرة تحمل فوقها غلاظ القلوب و كم من وحوش ضارية ترتدى فراء الضأن . أتنهد بمرارةو حسر لا أستطيع إستيعاب كل تلك الوكسة السوبر لوكس " بالوثائق و المستندات التى تثبت أن كل فرد فى المؤسسة و المنظومة و النظام بأكمله لم يكن إلا أداة قذرة لنظام أق.... عفوا فللكتابة هيبة لا أريد أدنسها بأن تتدنى للمستوى الذى تدنوا هم لأدنى مستوياته . فلم يكن حاميها إلا حراميها و لم يكن نايبها إلا نايبتها و بالطبع وكيلها واكلها و لكنها إرادة الله و على الباغى تدور الدوائر و لقد أرنا الجبار العزيز فيهم آيه ؟؟ فكما ذرهم الله فى طغيانهم يعمهون فقد ردد عليهم الكّرة و أذاقهم من نفس الكأس " { وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ } [إبراهيم/42] و ستزال تشهد الأيام القليلة القادمة إنتقام الظالمون لأنفسهم على طريقة شمشون " عليا و على أعدائى " فسنجد التفجيرات هناو هناك و الحرائق و أعمال الشغب و محاولات إغتيال حاملى الأسرار و خصوصا فى السجون و التصفيات الجسدية للعديد من رجال النظام للقضاء على أى محاولة لتسريبات جديدة لبيانات هامةو معلومات خطيرة " ليموتواو سرهم معاهم " و يا نعيش عيشة فل يا نموت إحنا الكل و ستشهد تلك الفترة محاولات تأجيج الفتنة و بالطبع ستكون ذريعتهم التى طالما دأبوا عليها وقيعة الطائفية الدينية و سيبدأ السوس محاولة نخر العصا من جديد لتتأكل و يسقط جسد الوطن – لا قدر الله – ولا أنالهم الله تلك النشوة " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " (8) سورة الصف فالضباب الآن يخيم على الأجواء فلنتحسس طريقنا و نلتمس الرؤية بوضوح منعا للسقوط فى أى فخ أو شرك. فاطمة عبد الله

منتصف طرق

كشيخ مسن يعبث بأوراقة القديمة يقلبها فى يده و يقلب معها الذكريات و الحنين يبتسم تارة و يعبس تارة يفتح صناديقه و يواصل البحث عن نفسه فيها .. بحثت فى دفاترى و وجدت لكم... منتصف طرق على طول الطريق الممتد أمامي من الشباك الجالسة بجواره ...نقلّت بصرى بينه و بين ساعتى..قطع بنا الأتوبيس مسافة ليست بالقليلة ... يبدو أننا فى منتصف الطريق و آه من منتصف الطرق حيث لا ينفع التراجع؟؟و لكن أحقا لا يجدى التراجع فى منتصف الطريق؟؟ و لِمَ لا؟ أليس كل شئ قابل للتغير ؟؟ ألا يمكن أن نبدأ من جديد ؟ ألا يوجد ما يسمى بتغير المسار ...؟؟ تنير الأن فى رأسى الكلمة الشهيرة" لف و إرجع تانى" و ليه لا؟حين نكتشف أننا قطعنا شوطا كبيرا فى الحياه دون جدوى؟ لِمَ لا ؟..نلف ونرجع تانى؟حين نكتشف أننا قضينا حياتنا فى البحث عن وهم؟ لية لأ؟؟ نلف و نرجع تانى؟؟ حين نكتشف أننا أضاعنا أعمارنا مع الشخص غير المناسب أو فى المكان غير المناسب؟ليه ما نلفش و نرجع تانى؟ أيوة صعب.....لكن مش مستحيل!!!!! ألم نسمع عن أشخاص تخطوا الخمسين من العمر غيروا حياتهم و قلبوها رأسا على عقب منهم من درس شئيا جديدا تماما و منهم من غيّر مهنته و وظيفته !!!منهم من سافر باحثا عن فرصة جديدة و هناك من ترك المدينة و عاد للقرية أو ترك القرية و طار للمدينة؟ ؟ الإجابة بلى و الأمثلة كثيرة؟؟ و لا أنسى ذاك المحاضر الشهير الذى غّير حياته بعد الخمسين حيث بدأ دراسته من جديد فى مجال مختلف تماما عما أفنى فيه حياته ..حصل على الدكتوراه و أصبح محاضرا يجوب أنحاء العالم و الجميع ينتظرون سماع محاضراته و لقاءاته ..عن تحول حياته ...لقد بدأ من جديد فى إتجاه تانى خالص بعد الخمسين...لم يقول يالا حسن الختام أو أهى حياةو بنعيشها؟!!!! إذن ما العيب و ما الضير حين نكتشف أننا على الدرب الخاطئ أن نتوقف و نسأل أنفسنا ؟؟ عايزين نكمل و السلام ....نعيشها و السلام؟؟ والا نلف و نرجع تانى ندو ر و نسلك طريق تانى؟؟ حقيقة و بأمانه أعلم أن الإجابة عسيرة بل مستعصية على البعض و لكنها غير مستحيلة.،، يسيرة على البعض الاخر!َ!!!! فالآخذون بالرأى أن هذا التغيير صعب بل و عسير هم أنفسهم أصحاب منطق " أهى عيشةو السلام؟ ؟ و اللى نعرفه أحسن من اللى ما نعرفوش؟؟" يتبنون دائما فكرة: " لسه هأبتدى من الأول؟ " يخشون نقاط التحول ..شعارهم..: أضمن منين أنى ماتوهش تانى ؟؟ ألا تستحق حياتنا التى نحياها مرة واحدة فقط التجربة؟؟ ألا تستحق المجازفة من أجل الحصول على السعادة؟؟ أو على فرصة أفضل و حياة أحسن!!! ألهذا الحد نخشى الوقفة مع الذات و البحث عن نقطة التحّول؟؟ أ نرضى أن نحيا الحياة التى نعيشها مرة واحدة على طريقة" إبلع و أنت ساكت؟؟؟" ألا نبحث عن طرق جديدة ؟ تجارب جديدة؟؟ أفكار جديدة؟بل و حياة جديدة؟؟ ألا تستحق منا ولو مجرد المحاولة؟بدلا من السقوط فى براثن الخنوع و الاستسلام لظروف قد" تموتنا بالحياة" حيث نتحمل أوضاع وأشخاص لا نقبلهم أو حتى لا نستطيع التعايش معهم لمجرد أنهم مفروضين علينا؟ ألا تستحق حياتنا تلك المحاولة؟؟ محاولة البحث عن نقطة تحول و البدء من جديد؟؟ عن طريق أخر ؟ ربما ..ربما نجد ذلك الكنز المفقود..... السعادة ؟؟ فكلّ مناّ تنتظره نقطة التحول فى حياته شاء أم أبى ما عليه إلا البحث عن تلك النقطة بدلا من أن تداهمه فى كبره فيعجز عن مجاراتها ....تلك المحاولة التى ستبقى أبد الدهر تندم إن لم تقم بها...... ألا تستحق الحياة منا أن نتنازل حينما يستوجب ذلك و نبدأ من جديد و نلف و نرجع تانى....... فمهما إختلفت حياتنا على إتساعها و طولهاو عرضها فلكل منا تلك النقطة التى تنتظرة فى لحظة معينة من لحظات حياته؟؟؟ نقطة التحول ...تغيير المسار...و يجب علينا أن نفكر حينها جيدا و نختار هل نكمل و السلام ؟؟؟ و لا نلف و نرجع تانى حتى وإن كان هذا فى منتصف الطريق؟؟؟ فاطمة عبد الله من كتابى "تبيع دماغك" 9-2008