الاثنين، 11 أكتوبر 2010

يذوب الزائل فى الأزلى

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


قرأت فى أحد الاستيتسات الفيسبوكية مؤخرا مقولة استفزتنى فكرياً كثيرا فهمّمت بالرد و التعليق عليها و بعد أن أنتهيت من عرض وجهة نظرى فإذا بى أجد ما علقت به و كتبته يصلح أن يكون مقالا منفردا لعرض رأى أو تصور و توضيح صورة عامة

و كانت المقولة " يصغر الدين إذا صغر رجاله.. ويهان العلم بقدر هوان العلماء "

و لقد آلمنى هذا القول كثيرا و جعلنى أشطح بفكرى حول الصواب و الخطأ و الصراع الأبدى بينهما و حول الخير و الشر و المطلق و النسبى و المعنوى و المادى و اللامتناهى و المنتهى و جعلنى أفكر و أفكر شردت بذهنى بعيدا و حلقت و تأملت و همت و طوفت مع الأفكار و لم أدرى بيدى إلا و قد كتبت تلك الكلمات:



و الله لأنى أختلف مع تلك المقولة تماما :



فلا تتعلق القيم و المبادئ و جواهر الاشياء و أسس الكون بالأفراد فهى باقية رغم رحيلهم و موجودة برغم عدم وجودهم فلا تتأثر القيم السامية و المبادئ النبيلة بعدم وجود النبلاء بل كل ما يحدث ان تنتشر العكس ( الدناءة ) و تتوسع قاعدتها و لكنها لا تقلل ولا تؤثر من شأن تلك القيم الرفعيةو الهامات الشامخة العالية التى تعتنقها فلا يمنع وجود الرذيلة عزة و جمال و بهاء الفضيلة ؟؟؟


و لا يتأثر الدين أو " يصغر " بنقص رجاله و لا تتأثر مكانة الدين بقلة أتباعه و مريديه و لن يضمر أو يضمحل طالما باقيه هى كلمته و نبله و قيمته و رسالته

و لا يضر الدين نقص رجال الدين أو عدم فهمهم و عدم تمكنهم فكل ما هو روحى يُقرأ بالروح لا باللسان و كل ما هو غيبى يصدقه القلب لا العقل و يقره القلب و الروح معا و ما وقر فى النفس

و الروح و القلب لدى الأنسان فى أى زمان و مكان

بينما يمتلك رجال الدين العقل و القدرة على الدحض بالحجةو المنطق و البيان و فصاحة و طلاقة اللسان و بلاغة اللفظ و الاسترسال و قدرة و مهارة الإقناع

و كما ذكرت ليست قلب الايمان

فالإيمان ما وقر فى القلب و صدقه العمل أى أن تشعر بقلبك و تنفذ فى سلوكك !!؟

فالايمان اقرار بالقلب و تصديق بالروح و هو ما يمكن للجميع

فلا دين يتأثر بنقص رجاله

و لا يتأثر الجوهر و اللب فى العمق بالسطحيةو القشور


و لا يفنى العلم أو " يهان " بهوان العلماء أو محاربتهم و لن ينمحى العلم و المعرفة بإختفاء العلماء و عدم وجودهم



فقيمة العلم و المعرفة باقية ببقاء البشرية و للعلم و المعرفة مكانتها و قيمتها التى لم و لن تتأثر بوجود أتباع أو انصار او منفذين و مروجين و مكتشفين كالعلماء أو رجال المعرفة



فالعلم موجود فى الكون و المعرفة موجودة بالحياة منذ القدم و منذ الأزل ومنذ فجر التاريخ و من قبل خلق الانسان

فالله هو من يعطيه لمن يريد فهو هبه صرفة و منحة من الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم ,,,


وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئونى باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين (31) قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم (32) قال يا ادم انبئم باسمائهم فلما انبئهم باسمائهم قال الم اقل لكم انى اعلم غيب السموات والارض واعلم وا تبدون وما كنتم تكتمون (33) سورة البقرة


﴿خَلَقَ الإِنسَانَ , عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ (4) سورة الرحمن


ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما سورة يوسف


وَوَرِثَ سُلَيْمَـنُ دَاودَ وَقَالَ يَـأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيء إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ). النمل 16


فكيف يُقارن الأزلى الأبدى الخالد بالفانى المنعدم الزائل

و كيف يُقارن ما هو خالد بمن هو فانى

و ما هو أبدى بمن هو راحل

و ما هو أزلى بمن هو مقنن

و ما هو دائم بما هو عارض

و اللامحدود و اللا منتهى بالمحدود و المنتهى



و كيف يُقارن ما هو معنوى و روحى بما هو مادى و جسدى

و ما هو محسوس بما هو ملموس



و كيف يفنى المحسوس فى الملموس ؟؟

و كيف يفنى المعنوى فى المادى ؟؟؟

و كيف يفنى الخالد فى الفانى؟؟؟




و الأحرى و العقلى و المنطقى العكس

أن يفنى الملموس فى المحسوس

و أن ينصهر المادى فى المعنوى

و أن يذوب الزائل فى الازلى

و أن يفنى الفانى فى الباقى

و أن يحتوى الأصل الفرع

و أن يبتلع اللب و الجوهر القشرة ......تماما كالزلازل و التصدعات و التشققات الأرضية و حتى البراكين تخرج جوفها و لبها ليجف ليكون فيما بعد القشرةو الطبقة الخارجية أى هى التى تتحكم فيها و توجهها و تحركها و ليس العكس

فالداخل يتحكم فى الخارج

و الباطن يسيطر على الظاهر





فكيف يُقارن ما يخلد و يبقى بما يضمر و يفنى ؟؟!!!





و كيف يُضار دين أو علم بأفراد مهما كانت صلتهم به فمن الأحرى إن كان لا يُضار الوالد بولدة كما قال الله تعالى

لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ)233 البقرة



و هم أقرب الأقربين للولد و أكثر الناس حبا له و خوفا عليه و رعاية له و مع ذلك لا يضار والد عن ولده فما بالكم بعلاقة رجل الدين و رجل العلم بالعلم نفسه . فلن يكون مهما كان أكثر قربا و تعلقا للعلم و الدين منه لولده الذى هو من دمه و صلبه و عرقه و فلذة كبده التى تمشى على الأرض

فلم يستطع حطان بن المعلا الطائي أن يمنع نفسه من الخوف و جفا النوم عينيه رغما عنه و لم يستطع النوم فقط حينما هبت الريح على ولده و أنشد

إنما أولادنـــــــــــا بيننـــــــــــــــا

أكبـــــــــــادنا تمشي على الأرض

إن هبــــــــــت الريح على بعضهم

لم تشــــــــــــبع العين من الغمض

فكيف بالله عليكم يُضار دين برجل و يُضار علم بعالم ؟؟!!؟

فهل يستقيم ذلك؟



فالدين الطاقة الروحية و العلم الطاقة العقليةو العملية و الأنسان لا يحيى إلا بالطاقتين معا يستطيع بهما أن يواصل حياته ..يقضى إحتياجاته ... يفهم واجباته ... و هاتان الطاقتان ما هما إلا طاقة و معروف – حتى علميا – أن الطاقة لا تفنى و لا تستحدث من عدم..........و لكنها موجودة و تتجدد و تجدد نفسها فالدين و العلم تماما مثل الطاقة و شأنهما شأنها بل هما الطاقة فعلااااااااا


فلا يستطيع الإنسان أن يخلد و إنما كل ما يستطيع عمله أن يخلد ذكراه حتى هذه يفشل فيها أحيانا فهناك حضارات كاملة فنيت و طمست و لم يبقى منها حتى تاريخها و لا حتى ذكراها فى حين أن بعض الحضارات فنت و تبقى تاريخها و ذكراها و مذكرات رجال دينها و علمائها



فرجال الدين و العلماء يفنوا و لا يخلدون بل كل ما يستطيعونه أن يخلدوا ذكراهم ؟؟؟!!!!!!!؟


و إذا كان العلماء ورثة الأنبياء – كما ورد فى الحديث الشريف –

فلنقس هنا و نستخدم القياس - العقلى -؟

الأنبياء لم يَخلقوا الدين بل آتوا مبلغين ومرسلين

فما هم إلا رسل لتبليغ رسالة فهم ليسوا الرسالة نفسها و لا أصحابها ..إذن فالرسالة موجودة من قبل وجودهم فى الأصل و الأساس و اذا كنا نقيس المثل على الأنبياء و هم بالطبع أعلى شأنا و مرتبةً و قدراً و رفعة من رجال الدين فمن الأولى أن نفهم أن رجال الدين ما هم إلا بمرشدين و ناصحين و أدلاء و مفسرين و شارحين للرسالة التى بين أيديهم و لا يمتلكوا الرسالة نفسها

فالرسالة لن تتأثر بوجودهم من عدمه أو كثرتهم من قلتهم ؟؟!!؟؟



و إذا كنا نعترف أن العلماء ورثة الأنبياء

و أن الأنبياء لا يمتلكوا الرسالة بل هم مرسلين ومبلغين لها

فبالتالى العلماء لا يمتلكوا العلم و ليس حكرا لهم إنما هم مبلغين ، شارحين ، مرشدين ، مكتشفين و مطبقين ، منفذين له

أى أن العلم و المعرفة باقية و موجودة لا بوجودهم هم- العلماء- و إنما بوجودها هى ........


فالأزل و الوجود باقى للوجود نفسه و ليس بما هو- أو بمن هو - موجود فيه .......


فالبقاء و الخلود لا يتأثر بالعدم و الفناء

الدين و العلم لا يتأثر برجال الدين و العلماء

فشتّان بين مُشرِّقٍ ومُغرِّب

حبة حروف :-


{كل نفس بما كسبت رهينة}. المدثر 38

مساجد الله عليك تبكى

ضيف عزيز جاء خفيفا و رحل سريعا لم نستطع أن نوفه حقه و لم نكرمه بواجب ضيافته كما يجب أن يكون ففارق متعجلاَ لأنها من شيم الكرام و هل هناك أكرم منه ؟؟



فارقنا عاجلا و تركنا لم ننهلل بعد من فيضه الزاخر و لم نشبع . أطل علينا بفرحه و بهجة و ها هو يذهب مفارقا أيضا بفرحة و بهجة أطل علينا هذا العام مختلفا عن الأعوام القليلة الأخيرة الماضية – قد يكون رأى شخصى و لكن يشاركنى فيه العديد من الأصدقاء - لقد كان مختلفا هذا العام .

نعم مختلفا... أكثر فرحة... أكثر بهجة و روحانية و أكثر التزاما من جانبا.... ربما ....زهد فيه الكثيرون المسلسلات و التليفزيون على غير عادتهم تفرغوا للعبادة و الروحانيات فحلقوا و حلقنا معهم فى عوالم أخرى سجية ... همنا مع الروحانية المتدفقة المنسابة من نفحات الشهر الكريم " رمضان " أضاءت قلوبنا نوره فأصبح الكون طاقة نور كبيرة مشعة تعمى العيون عن أى معصية و ذنب و تبهج القلوب و تضئ الطريق و تنير السبل

بكينا كثيرا و إهتززنا و إنتفضنا خلف الأئمة فى ساحات المساجد فنولنا من النور و السكينة بفضل الله الكثير.

فى سكون الليل وندى الفجر الجميل و لمس النسيم و لفحه مع زقزقة العصافير و المشكاة الخافتة و صوت الإمام الجميل و خشوعه و إرتكانه فى الصلاة و الجو الصافى الصحو الندّى تنزل علينا السكينة – بأمر الله و فضله – تستشرى فى النفس فتبعث على الطمأنينة فتجد النفس تصلى و كأنما تصلى لأول مرة و كأنما أنت وحدك فى هذا العالم على إتساعه و صخبه لا تشعر بمن حولك و لا بما حولك تدعو الله بقلب مذنب ضعيف بكل صدق مخلصا متمنيا الإجابة فتدمع عيناك و تزرف الدمع و يأتى الإمام بحلاوة صوته و خشوعه و طلالة و مهابة القرآن الكريم و يدعو : اللهم إنا لنا ذنوب فاغفرها لنا و اعفو عنا .....فتجد نفسك تبكى و تزرف الدموع حينما يتصاعد صوته اللهم أحسن ختامنا فتجد نفسك تهتز.... اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخشاك و لا يرحمنا فتجد نفسك ضعفيا صغيرا.... اللهم كن معنا ولا تكن علينا.... فتجد نفسك ضائعا تائها.... اللهم إنا جئناك طائعين تائبين فتقبل منا و لا تردنا خائبين.... فتبدأ نهنهاتك ...اللهم ارفع مقتك و غضبك عنا فتجد نفسك تتوارى من معاصى بنى جلدتك..... اللهم أغثنا يا مغيث أغثا ...يا مغيث أغثا برحمتك نستغيث سبحانك لا مغيث إلا أنت... فتجد نفسك تتشتبث بدعائك مكررا إياها فى وجل....اللهم بلغنا ليلة القدر فتردد و تردد اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فأعفو عنا ....اللهم اجعلنا من المقبولين ولا تخزنا يوم العرض عليك فتخجل من نفسك و تود لو أفنيت عمرك فى طاعة الله و فى ذاته.... اللهم أرزقنا قبل الموت توبة و عند الموت شهادة و بعد الموت مغفرة فتبكى خشية و طاعة و ترجو المغفرة من كل قلبك و ترددها عالية فى خشية اللهم إنك عفو كريم حليم تحب العفو فأعفو عنا... اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فأعفو عنا.... اللهم إنك عفو كريم حليم تحب العفو فأعفو عنا....

اللهم أنت السلام و منك السلام تباركت و تعاليت يا ذو الجلال و الإكرام فتنزل عليك بعد كل ما عانيت سلاماَ و تهيم و تسبح فى عالم جميل من النور و البياض تجده أمامك من حيث لا تدرى ...

يسلم الإمام تود لو أنه لم يفعل و لو أنك استمريت للأبد إلى أن يأذن الله فتنتبه فجأة على كل من حولك يبكى ناسيا من حوله ناسيا الزمان و المكان أى كان لا يذكر لا يوم حسابه ولا يبكى إلا مشهده فى الأخرة...

ترتفع دقات القلوب خشية و رهبة تُذرف الدموع ندما و وجلاَ و يرتفع معها دعائك : اللهم أحسن ختامنا جمعيا ولا تمتنا إلا و نحن مسلمون و أشهد ان لا الله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله



تحاول بكل جهدك أن تتحرى نفحات الله و تطبق حديث رسوله :" إن لله في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها فلعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا "



ترجو مخلصاًَ فى الدعاء من كل قلبك أن تصيبك تلك النفحة و ألا تخرج من رمضان ألا و قد أصابتك و تبكى بالدمع خوفاً من ألا تكون قد لامستك تلك النفحة .



تحاول جاهدا أن تشد المئزر إقتداءا برسول الله صلى الله عليه وسلّم :"إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر"



تعلم أنه كلما اجتهدت و أخلصت كلما أثابك الله و قذف فى قلبك تلك الروحانية و السكينة و ذاك الخشوع و الإطمئنان و الإرتكان فى الصلاة بإختصار تلك النفحات !!



كلّ يأخذها بقدر نيته و إجتهاده فتكمن فى القلب قبل المكان بلا زمان فتدعو مخلصا أن يطهر الله قلبك من أمراض القلوب و أن يملأه بالخير و الخشوع و الإطمئنان " ألا بذكر الله تطمئن القلوب "





ما أجمله من شهر فيه ليلة النور..ينشرح بها القلب فى سرور .. تشعر أنك وحدك فى فلك الكون تدور ...هالات من نور حولك ... أنوار و ضياء يشع فى القلوب .. ينشد الكون فى سكون .. كل من فى الكون ينشد شجر ...عصافير... طيور.. تذهل ما كل هذا الإنشراح المهول ..هو من عند ربى يقينا مقدور... تبكى الدموع خشية لأمر الله فى قبول.. ما من مخلوق إلا لخالقة مبجل..يسبح .. يعظم و يمجد

يا نور يا مرسل هذا النور.. با مفجر فى الفجر طاقة من نور.. يتنتشى لها القلب فى ليله قدرك كما لم يعرفها من قبل فى ذهول.. يشعر بصفاء و هدوء و طهور... فيا نور ارزقنا الطواف بالبيت المعمور ..يا نور ..اجعل من فوقنا نورا ومن تحتنا نورا و عن شمائلنا نورا و عن يمننا نورا و فى قلوبنا نورا و فى أسماعنا نورا و فى أبصارنا نورا... يا من تختار عبدك لتقذف فيه قلبه النورا و تجعل حياته سرورا أشملنا برحمتك يا رحمن يا قدوس يا صبورا ً

حقا لولا تلك الطاقة الروحانية الهائلة المستمدة من رمضان و نوره و ليله القدر و نورها ما وصلنا لتلك اللحظات و هذ الشعور .

حينما يرحل الضيف العزيز الذى يأبى ألا يطيل و يهم متعجلا بالرحيل شأنه شأن أفعال الكرام الخالدين

تبكى العيون لفراقه كما تبكى الأحباب فهو أحب الأحبه حينما يجوب المسحراتى بندائه المؤلم الذى يوخز فى القلوب : لا أوحش الله منك يا شهر الصيام ..يا شهر القيام ..لا أوحش الله منك يا شهر التراويح ..يا شهر التسابيح ..لا أوحش الله منك يا شهر القرآن ..يا شهر الرحمن ..لا أوحش الله منك يا شهر البركات ..يا شهر النفحات ..يا شهر الطيبات .. نهارك صيام و صدقةو ليلك قيام و نفحة ودعوا شهر النور...ودعوا ...شهر السرور...ودعوا شهر الفرحة ..ودعوا شهر البركة ..ودعتنا عاجلا يارمضان



فتنتفض باكيا بالدمع العزيز فلا تستطيع أن نمنع أعيينا من البكاء فنزرف الدموع عليك يا رمضان



حينما تواصل نهاره بالصيام و ليله بالقيام تحاول أن تستجديه ليبقى لتلحق البقية الباقية منه و أنت تستمع لتواشيح و إنشاد المنشدين :



إنطفاءت بعدك الأنوار يا رمضان و المصابيح لا أوحش الله منك يا شهر القرآن عيوننا عليك تبكى مساجد الله عليك تبكى ..إنطفات أنوارها بعد أن كانت بالنور مغمورة ..قلوبنا عليك تبكى بعد أن كانت بالذكر معمورة ....يا شهر التسابيح خُفضت بعدك المصابيح



فيتساقط دمعك عرضاً و وجلاً



فلم استعجلت الرحيل و الفراق يا رمضان يا شهر الأحبه يا شهر النور فوالله و الله يارمضان إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن و إنا لفراقك لمحزنون استعجلت الرحيل و تركت قلوبنا تدمى و تبكى ..اللهم أجبر كسر قلوبنا لرحيلك و فراقك يا رمضان





اللهم تسلم منا رمضان متقبلاَ و تقبله مناو اغفر لناو لا تجعلنا من الخائبين الخاسرين اللهم اكتبنا من عتقائك من النار بحق هذا الشهر الفضيل اللهم تقبل صيامنا و صلاتنا و ركوعنا و سجودنا و صدقاتنا و زكاتنا وسائر طاعتنا و اختم بالباقيات الصالحات أعمالنا و اجعلنا من المقبولين اللهم شفع فينا الصيام و القيام و القرآن و اجعلنا ممن قام رمضان إيمانا و إحتسابا فغفرت له اللهم تقبل منا رمضان و اجعلنا ممن يُنادى عليهم يوم الجمع سلاماً عليكم أن ادخلوا من باب الريان آمنين استجب منا يا عظيم



عزائنا الوحيد إنك هالل بفرحة و مفارق بفرحه تاركا لنا ليلة العيد أجمل و أحلى ليالينا مملؤة بالود ، الحب ، السعادة ، الفرحة، البهجة و المعايدةو التهانى فهل هناك أكثر من هذا كرماً و إيثاراً ؟؟







كل عام و أنتم جمعيا بالف خير و كل سنة و أنتم كلكم طيبين اللهم أعده علينا و على الأمة جمعاء بالخيرو اليمن و البركات و تقبل الله منا و منكم فى ليلة مباركة كليلة العيد

2/10/2010

حبة حروف : -



يا ليلة العيد أنستينا وجددتى الأمل فينا يا ليلة العيد



إذا بكت العيون علي عزيز ** فشهر الصوم أولي بالبكا
فكنا فيه بالقران نتلو *** ونرجو العفو من رب السما
لا أوحش الله منك يا شهر رمضان *** لا أوحش الله منك يا شهر القرآن


الفراعين الجدد

و أنا أسير فى طريقى غارقة فى مشاكلى – سارحة فى ملكوت الله - إنتبهت فجأة على أصوات صراخ ونحيب عويل أسمعه بجانبى .. التفت حيث مصدر الصوت فوجدته .الرصيف.نعم الرصيف المجاور.......رصيف الكورنيش و ارتفع الصوت المبحوح من كثرة الصراخ و النحيب: يا ظالم يا مفترى حرام عليك ربنا ينتقم منك" ده أنا باجرى على يتامى ابوهم مشى و سابوهملى منك لله ربنا على القوى و المفترى ".........كان الصوت لبائعة تجلس امام فرشتها ببعض المأكولات والحلويات .لم افهم شئ بالطبع اللهم إلا لوعة هذه المرأةو احساسها بالقهر و الظلم البين الواقع عليها و قبل أن أتساءل و يأكلنى الفضول المعتاد وجدت ذلك الرجل المَعنِى بالحديث ذهب بغير اكتراث تاركا المراة و هى بتكلم نفسها أو بمعنى أصح" بتهاتى و بتدن فى مالطة " ناصحا إياها أن تخبط رأسها فى اقرب حيط!!!

تجمع حولها الباعة الاخرون و العيال " السّريحة" من كل حدب و صوب معرفش بصراحة جم منين؟ كل دول اللى من هنا واللى من هناك.. ذاك بائع حاجة ساقعةو الاخر حمص و هذا ذرة مشوى و تلك ورود و أخرى فل المهم كله جمع تمام فى ثوانى عندها ثم بدأ مسلسل "الطبطة و تطييب الخاطر ( بالطبع دون جدوى) " معلش يا اختى ما انتى عارفةالمعلم الكبير" مش هتعرفى تاخدى معاه لا حق ولا باطل" لازم تتدفعى يعنى هتدفعى ما كلنا بندفع هو حد يقدر يتكلم ؟؟.......

أخرى: ما تقهريش روحك يا أم دنيا!!

تستمر أم الدنيا فى النحيب غير مبالية بما تسمعه من كلمات لا تودى ولا تجيب و تقاطعهم "يعنى يا ربى الظلم فى كل مكان رحمتك يا رب أنا ست غلبانة أرزوقية على باب الله باجرى على رزقى و رزق عيالى الغلابة اليتامى يقوم الراجل الظالم اللى منه لله عايز ياخد منى نصف اللى باكسبه عشان يسيبنى قاعدة فى فرشتى.. تقاطعها زميلتها اللى واضح إنها عاملة فيها أم العريف قائلة: لا مش بس كده يا أم دنيا هو بيضمنلنا الحمايةو الامان يعنى لا حد يقومّك من فرشتك ولا حد ياخدها منك ولا ينازعك فيها

تقاطها أم دنيا غير مقتنعه و بصراحة (و أنا كمان): و لو ...ده إفترا و ميرضيش ربنا ياخد نص اللى باخده كده أتاوة غصب واقتدار هى فردة يعنى........

تقاطها أم العريف إياها: يا اختى ما كلنا شاغلين و ساكتين و راضين ما أنا قدامك أهو باقف بفرشتى و فى الاخر باديله نصف اللى باكسبة و الواد سيد اللى واقف على نصبة الشاى مهو المعلم سايبه يقف برضة بس عشان بيديله النص ده غير طبعا الشاى و القهوة كل يوم اللى بيخلصهم منه فوق البيعة. تسترسل : لية إنت مش فاكرة لسة الخناقة الكبيرة اللى كانت من اسبوعين لما ضربوا الواد اللى كان عايز يجى يقف هنا بشوية لعب و شرابات مش كلوه علقة موت لغاية لما عرف إن الله حق و راح حب على ايد المعلم و طلب العفو و السماح و عرف إن كل اللى واقفين هنا دول واقفين بالسماح والاذن و حسب القانون اللى ماشى على الكل ..المعلم اللى يحدد أى منطقة هتقفى فيها؟ و تدفعى كام و هياخد كام و تدفعى ايجار اليوم و هو اللى يقّدر إيجار الرصيف بتاع كل يوم حسب نوع الفرشة تضحك بضحكة ممزوجة بخيبة الامل .و هى تقول مش بس كده لية مسمعتيش عن التعديلات اللوكس الجديدة تقاطعها زميلة كفاح أخرى جائت عشان تطيب خاطر أم دنيا : تعديلات لوكس؟؟؟ لا لسة معرفتش: تضحك أم العريف( اللى خلاص سمتها كده يبدو أنها خبرةو تعرف كل شئ) فتقول لها: اه المعلم قال الفرشة المريحة يعنى مكان اكبر و واقفة على اقفاص ايجارها فى اليوم اغلى من الفرشة السادة اللى بنفرشلها ملاية على الارض و الفرشة اللى على ترابيزة ايجارها اغلى من اللى على اقفاص و اللى على طاولةو براميل برضة سعرها هيتغير اومال اية كل فرشةو ايجارها من اول السادة لغاية اللوكس :آآآآآه يقولها جميع الحاضرين فى نفس واحد و هم يهزون رأسهم فى دهشةو إستياء يبدو أنهم يسمعون الخبر لاول مرة : مش قلتلكم يبدو أن أم العريف هذه فعلا معاها أخر واحدث الاخبار ولا القنوات الفضائية فهى تذيع عليهم الاخبار جديدة نوفى طازة بنار الفرن و ليس فقط ذلك انها تنقل لهم التعليمات وأوامر المعلم الجديدة بطريقة غير مباشرة ...بدأت أشك فيها أنها أحد جواسيس المعلم المندسين مع الجماعة على طريقة الطابور الخامس "منهم فيهم "!! و هى طريقة معتمدةو مجربة فى كل مكان مهما اختلفت طبيعته أو مجاله دس عنصر داخل الجماعة انتمائه و ولائه لغيرهم و يكون جاسوسا ينقل الاخبار و يدفع الجماعة لتقبل الوضع و يحثهم على الرضا و التقبل و إطاعة الاوامر و الرؤساء ينقل ما يجب نقله من أخبار بين كلا الطرفين من فوق لتحت و من تحت لفوق –عصفورة يعنى_ وما أكثر العصافير حولنا .. ثم تتابع موجهه حديثها لأم دنيا: ما خلاص بقى يأختى متزعليش نفسك ولا تأخدى جوانى وحش عليك ده انت عندك عيال عايزينك اعملى زينا ما كلنا بالعين و ساكيتن....

احنا اية دخلنا فى الكبار اديك شايفة هم المعليمن فى بعضهم ميقدروش يعملوا حاجة لبعض كل معلم ماسك منطقة و مسرح فيها العيال السريحة تبعه و محدش يقدر يهوب من منطقة التانى نروح فيهم فين دول احنا يا غلابة يا صغيرين قوى؟؟؟؟؟؟ آه يانا ... عارفين : أيوة " فِردْة " بس نعمل اية هو فى بديل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تبكى أم دنيا بحرقة هذه المرة و يبدو أن هذه إجابتها و تأكيدها فيبدو حقا إنه مفيش بديل...على الاقل بالنسبة لظروفها؟؟؟؟؟؟

تنتهى الخناقةو العويل ببكاء أم الدنيا الحار و تتطوع أم العريف بالوقفة فى وسط الرصيف صائحة لصرف الناس و تفريق الجمع : يالا يا جماعة كل حى يزوق عجلة و يروح يشوف مصلحته و يورينا عرض كتافة ايه هى سيما؟؟



أتحرك مسرعة أنا الأخرى رغم إن الكلام ليس لى لكن" الأمر ما يسلمش برضو " أعود إلى تأملى و تحسس خطواتى متحسسة ذلك الظلم و القهر فى كل مكان فى تلك الحياة و مع هذه الأوضاع إنه الواقع و على رأى زميلة أم الدنيا فى الكفاح : إنه مفيش بديل؟؟

هل حقا مفيش بديل يعنى نستسلم لكل طاغيةو فتوة و مفترى؟؟ أ ليس هذا المعلم الذى يأخذ فِردة منهم بدون وجة حق ؟؟ هو بلطجى أصيل؟ أليس هو نفسة ذلك الأسطى الكبير فى موقف الميكروباصات الذى يأخذ "الكارته "من كل سائق نظير حمايته و استمراره فى عمله؟ أليس هو ذلك الفتوة القديم الذى كان يجمع "الإتاوة و الجباية" من كل الضعفاء و المقهرين بالغصب والإقتدار كان ذلك قديما نظير الحمايةو اليوم.......نظير المريسه و المنظرة و فرض القوة و فرد العضلات على كل ضعيف و قليل الحيلة ............

أليس هو نفسه ذلك البلطجى على صغير الذى يحتكر رصيف ما أو أسفل كوبرى أو حتى شارع و يعمل نفسه "السايس "بتاعةو يجمع كل ما يستطيع جمعه مقابل توفير مكان لركنة السيارة اللى هو أصلا شارع الجميع ؟و الذى نصب نفسه الحاكم بأمره عليه أليس هذا نموذج مصغر من الفتوةو البلطجى الذى يجبرك على الدفع بدون أى سبب أو خدمة و إلا يوقفلك فيها فاذا لم تعطه اللى فيه النصيب تجده يعيقيك بأى طريقةو يضع أشياء على الرصيف تمنع الحركة و الركن و نظام "فيها!! يا أخفيها!!! ."...... .......

أليست هذه التجارة - تجارة الأرصفة- تجارة من الهوا دون عمل .إنها تجارة بلطجة.كله بيبلطج........ذلك السايس الذى يعتبر الرصيف رصيفه يبيع و يشترى فيه .مع إنه رصيف عام

و ذاك المعلم ألا يعتبر الرصيف عزبته الخاصة و ملك من أملاك باباه حيث يقرر من يجلس عليه يرتزق و من لا و يأخذ و يقاسم الجميع بالقوة و الجبروت فى أرزاقهم!!

أليس هو ذلك السائق الذى يجلس على الرصيف يجمع "الكرتة "او مهما يسمونها من كل ميكروباص خارج محمل نظير استمرارة فى العمل!!!!

ألم ينصبوا أنفسهم جمعيا أصحاب أملاك و أراضى و عزب و أطيان و يقاسمون الجميع فى أرزاقهم بالقهر والظلم والغصب و الطغيان

ألم يصبحوا –تجار الأرصفة- بلطجيةو فتوات و بسكوت الجميع عليهم يصبحون عتاه و طغاه و فراعنة أخرين فكم نرى من طغاه و فراعنه ساد عصرهم لسكوت الناس عليهم .........و على رأى المثل الشعبى البسيط قال إيه فرعنك يا فرعون ....و أنتم عارفين الباقى بقى ...

مثلهم تتحول هذه الأرصفة إلى ممالك للظلم و القهر والطغيان والهوان و كلّ يمارس القهر على المستضعفين والمقهورين و كل من هو أضعف منه ..........

كل من يجد لنفسه مكانا يصنع منه فرعونا جديدا يسارع بإحتكارة و تسيده ليصنع منه أصحاب هذا المكان ديكتاتورا و فرعونا جديدا...........و يتمادى هو فى طغيانه و يتمادون هم فى الشعور بالقهر و الهوان.......

مثلما فعل كل هولاء الباحثين عن الرزق فوق الأرصفة و صنعوا من كل هولاء طغاه و بلطجية و فتوات ..... صنعوا العديد منهم ......من تجار الأرصفة.................



فاطمة عبد الله

من كتابى - تبيع دماغك؟ !؟

حبة حروف : من ارتضى الهوان هان - كلماتى

لا تسقيني ماءَ الحياة ِ بذلة ٍ
بل فاسقني بالعزَّ كاس الحنظل
ماءُ الحياة ِ بذلة ٍ كجهنم
وجهنم بالعزَّ أطيبُ منزل ( عنترة بن شداد
)


إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر ( أبو القاسم الشابى )

ايش فرعنك يا فرعون قال ملقتش حد يلمنى (مثل شعبى
)