الاثنين، 11 أكتوبر 2010

مساجد الله عليك تبكى

ضيف عزيز جاء خفيفا و رحل سريعا لم نستطع أن نوفه حقه و لم نكرمه بواجب ضيافته كما يجب أن يكون ففارق متعجلاَ لأنها من شيم الكرام و هل هناك أكرم منه ؟؟



فارقنا عاجلا و تركنا لم ننهلل بعد من فيضه الزاخر و لم نشبع . أطل علينا بفرحه و بهجة و ها هو يذهب مفارقا أيضا بفرحة و بهجة أطل علينا هذا العام مختلفا عن الأعوام القليلة الأخيرة الماضية – قد يكون رأى شخصى و لكن يشاركنى فيه العديد من الأصدقاء - لقد كان مختلفا هذا العام .

نعم مختلفا... أكثر فرحة... أكثر بهجة و روحانية و أكثر التزاما من جانبا.... ربما ....زهد فيه الكثيرون المسلسلات و التليفزيون على غير عادتهم تفرغوا للعبادة و الروحانيات فحلقوا و حلقنا معهم فى عوالم أخرى سجية ... همنا مع الروحانية المتدفقة المنسابة من نفحات الشهر الكريم " رمضان " أضاءت قلوبنا نوره فأصبح الكون طاقة نور كبيرة مشعة تعمى العيون عن أى معصية و ذنب و تبهج القلوب و تضئ الطريق و تنير السبل

بكينا كثيرا و إهتززنا و إنتفضنا خلف الأئمة فى ساحات المساجد فنولنا من النور و السكينة بفضل الله الكثير.

فى سكون الليل وندى الفجر الجميل و لمس النسيم و لفحه مع زقزقة العصافير و المشكاة الخافتة و صوت الإمام الجميل و خشوعه و إرتكانه فى الصلاة و الجو الصافى الصحو الندّى تنزل علينا السكينة – بأمر الله و فضله – تستشرى فى النفس فتبعث على الطمأنينة فتجد النفس تصلى و كأنما تصلى لأول مرة و كأنما أنت وحدك فى هذا العالم على إتساعه و صخبه لا تشعر بمن حولك و لا بما حولك تدعو الله بقلب مذنب ضعيف بكل صدق مخلصا متمنيا الإجابة فتدمع عيناك و تزرف الدمع و يأتى الإمام بحلاوة صوته و خشوعه و طلالة و مهابة القرآن الكريم و يدعو : اللهم إنا لنا ذنوب فاغفرها لنا و اعفو عنا .....فتجد نفسك تبكى و تزرف الدموع حينما يتصاعد صوته اللهم أحسن ختامنا فتجد نفسك تهتز.... اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخشاك و لا يرحمنا فتجد نفسك ضعفيا صغيرا.... اللهم كن معنا ولا تكن علينا.... فتجد نفسك ضائعا تائها.... اللهم إنا جئناك طائعين تائبين فتقبل منا و لا تردنا خائبين.... فتبدأ نهنهاتك ...اللهم ارفع مقتك و غضبك عنا فتجد نفسك تتوارى من معاصى بنى جلدتك..... اللهم أغثنا يا مغيث أغثا ...يا مغيث أغثا برحمتك نستغيث سبحانك لا مغيث إلا أنت... فتجد نفسك تتشتبث بدعائك مكررا إياها فى وجل....اللهم بلغنا ليلة القدر فتردد و تردد اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فأعفو عنا ....اللهم اجعلنا من المقبولين ولا تخزنا يوم العرض عليك فتخجل من نفسك و تود لو أفنيت عمرك فى طاعة الله و فى ذاته.... اللهم أرزقنا قبل الموت توبة و عند الموت شهادة و بعد الموت مغفرة فتبكى خشية و طاعة و ترجو المغفرة من كل قلبك و ترددها عالية فى خشية اللهم إنك عفو كريم حليم تحب العفو فأعفو عنا... اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فأعفو عنا.... اللهم إنك عفو كريم حليم تحب العفو فأعفو عنا....

اللهم أنت السلام و منك السلام تباركت و تعاليت يا ذو الجلال و الإكرام فتنزل عليك بعد كل ما عانيت سلاماَ و تهيم و تسبح فى عالم جميل من النور و البياض تجده أمامك من حيث لا تدرى ...

يسلم الإمام تود لو أنه لم يفعل و لو أنك استمريت للأبد إلى أن يأذن الله فتنتبه فجأة على كل من حولك يبكى ناسيا من حوله ناسيا الزمان و المكان أى كان لا يذكر لا يوم حسابه ولا يبكى إلا مشهده فى الأخرة...

ترتفع دقات القلوب خشية و رهبة تُذرف الدموع ندما و وجلاَ و يرتفع معها دعائك : اللهم أحسن ختامنا جمعيا ولا تمتنا إلا و نحن مسلمون و أشهد ان لا الله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله



تحاول بكل جهدك أن تتحرى نفحات الله و تطبق حديث رسوله :" إن لله في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها فلعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا "



ترجو مخلصاًَ فى الدعاء من كل قلبك أن تصيبك تلك النفحة و ألا تخرج من رمضان ألا و قد أصابتك و تبكى بالدمع خوفاً من ألا تكون قد لامستك تلك النفحة .



تحاول جاهدا أن تشد المئزر إقتداءا برسول الله صلى الله عليه وسلّم :"إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر"



تعلم أنه كلما اجتهدت و أخلصت كلما أثابك الله و قذف فى قلبك تلك الروحانية و السكينة و ذاك الخشوع و الإطمئنان و الإرتكان فى الصلاة بإختصار تلك النفحات !!



كلّ يأخذها بقدر نيته و إجتهاده فتكمن فى القلب قبل المكان بلا زمان فتدعو مخلصا أن يطهر الله قلبك من أمراض القلوب و أن يملأه بالخير و الخشوع و الإطمئنان " ألا بذكر الله تطمئن القلوب "





ما أجمله من شهر فيه ليلة النور..ينشرح بها القلب فى سرور .. تشعر أنك وحدك فى فلك الكون تدور ...هالات من نور حولك ... أنوار و ضياء يشع فى القلوب .. ينشد الكون فى سكون .. كل من فى الكون ينشد شجر ...عصافير... طيور.. تذهل ما كل هذا الإنشراح المهول ..هو من عند ربى يقينا مقدور... تبكى الدموع خشية لأمر الله فى قبول.. ما من مخلوق إلا لخالقة مبجل..يسبح .. يعظم و يمجد

يا نور يا مرسل هذا النور.. با مفجر فى الفجر طاقة من نور.. يتنتشى لها القلب فى ليله قدرك كما لم يعرفها من قبل فى ذهول.. يشعر بصفاء و هدوء و طهور... فيا نور ارزقنا الطواف بالبيت المعمور ..يا نور ..اجعل من فوقنا نورا ومن تحتنا نورا و عن شمائلنا نورا و عن يمننا نورا و فى قلوبنا نورا و فى أسماعنا نورا و فى أبصارنا نورا... يا من تختار عبدك لتقذف فيه قلبه النورا و تجعل حياته سرورا أشملنا برحمتك يا رحمن يا قدوس يا صبورا ً

حقا لولا تلك الطاقة الروحانية الهائلة المستمدة من رمضان و نوره و ليله القدر و نورها ما وصلنا لتلك اللحظات و هذ الشعور .

حينما يرحل الضيف العزيز الذى يأبى ألا يطيل و يهم متعجلا بالرحيل شأنه شأن أفعال الكرام الخالدين

تبكى العيون لفراقه كما تبكى الأحباب فهو أحب الأحبه حينما يجوب المسحراتى بندائه المؤلم الذى يوخز فى القلوب : لا أوحش الله منك يا شهر الصيام ..يا شهر القيام ..لا أوحش الله منك يا شهر التراويح ..يا شهر التسابيح ..لا أوحش الله منك يا شهر القرآن ..يا شهر الرحمن ..لا أوحش الله منك يا شهر البركات ..يا شهر النفحات ..يا شهر الطيبات .. نهارك صيام و صدقةو ليلك قيام و نفحة ودعوا شهر النور...ودعوا ...شهر السرور...ودعوا شهر الفرحة ..ودعوا شهر البركة ..ودعتنا عاجلا يارمضان



فتنتفض باكيا بالدمع العزيز فلا تستطيع أن نمنع أعيينا من البكاء فنزرف الدموع عليك يا رمضان



حينما تواصل نهاره بالصيام و ليله بالقيام تحاول أن تستجديه ليبقى لتلحق البقية الباقية منه و أنت تستمع لتواشيح و إنشاد المنشدين :



إنطفاءت بعدك الأنوار يا رمضان و المصابيح لا أوحش الله منك يا شهر القرآن عيوننا عليك تبكى مساجد الله عليك تبكى ..إنطفات أنوارها بعد أن كانت بالنور مغمورة ..قلوبنا عليك تبكى بعد أن كانت بالذكر معمورة ....يا شهر التسابيح خُفضت بعدك المصابيح



فيتساقط دمعك عرضاً و وجلاً



فلم استعجلت الرحيل و الفراق يا رمضان يا شهر الأحبه يا شهر النور فوالله و الله يارمضان إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن و إنا لفراقك لمحزنون استعجلت الرحيل و تركت قلوبنا تدمى و تبكى ..اللهم أجبر كسر قلوبنا لرحيلك و فراقك يا رمضان





اللهم تسلم منا رمضان متقبلاَ و تقبله مناو اغفر لناو لا تجعلنا من الخائبين الخاسرين اللهم اكتبنا من عتقائك من النار بحق هذا الشهر الفضيل اللهم تقبل صيامنا و صلاتنا و ركوعنا و سجودنا و صدقاتنا و زكاتنا وسائر طاعتنا و اختم بالباقيات الصالحات أعمالنا و اجعلنا من المقبولين اللهم شفع فينا الصيام و القيام و القرآن و اجعلنا ممن قام رمضان إيمانا و إحتسابا فغفرت له اللهم تقبل منا رمضان و اجعلنا ممن يُنادى عليهم يوم الجمع سلاماً عليكم أن ادخلوا من باب الريان آمنين استجب منا يا عظيم



عزائنا الوحيد إنك هالل بفرحة و مفارق بفرحه تاركا لنا ليلة العيد أجمل و أحلى ليالينا مملؤة بالود ، الحب ، السعادة ، الفرحة، البهجة و المعايدةو التهانى فهل هناك أكثر من هذا كرماً و إيثاراً ؟؟







كل عام و أنتم جمعيا بالف خير و كل سنة و أنتم كلكم طيبين اللهم أعده علينا و على الأمة جمعاء بالخيرو اليمن و البركات و تقبل الله منا و منكم فى ليلة مباركة كليلة العيد

2/10/2010

حبة حروف : -



يا ليلة العيد أنستينا وجددتى الأمل فينا يا ليلة العيد



إذا بكت العيون علي عزيز ** فشهر الصوم أولي بالبكا
فكنا فيه بالقران نتلو *** ونرجو العفو من رب السما
لا أوحش الله منك يا شهر رمضان *** لا أوحش الله منك يا شهر القرآن


ليست هناك تعليقات: