الخميس، 7 أبريل 2011

وردة بلدى لورد بلدى

وردة بلدى لورد بلدى مر علينا هذا العام – 2011- يوم الشهيد مرور الكرام فى هدوء لم نعهد له مثيل بالرغم من أن كل الاحداث توافقت و تزامنت بشكل لافت للنظر مع يوم الشهيد حتى بات الحدث ساخنا – موهوجاّ- تماما لا يحتمل أى تأجيل أو تأخير...و على الرغم من أننا فى قلب الحدث و دماء الشهداء على رأى المثل الشعبى البسيط " لسه سخنه مبردش " إلا اننى حقا لا أدرى لماذا لم تتذكر مصر "يوم الشهيد " . و كان الأحرى بها ذلك . أتسائل ؟؟ ألإنشغانا القوى بالأحداث السياسية التى تحدث الآن فى مصر و المستجدات على الساحة من إستفاءات و تعديلات دستورية؟ جعلتنا ننسى دم الشهداء ؟؟ عفوا ننسى أن نتذكر يوم الشهداء فلم و لن ننسى دمائهم ما حيينا أبدا . أم لأنه مازالت الدماء تنتظر من يبردها بتطهير الفساد و محاكمة الفاسدين و بعدها يبدأ الالتفات ليوم الشهيد و لأن الجرح غائرا و مازال ينزف بين الشعب و الشرطةو النظام بأكملة و أن الشرخ مازال عميقا جدا حتى بات" يوم الشهيد " من النظام البائد من وجهة نظر البعض . أم لأن التاسع من مارس اقترن بالفريق أول عبد المنعم رياض حينما أصر على الإشراف بنفسه على خطة تدمير خط بارليف التى أعدها بعناية و نزل مع جنوده لإختبارها فى الموقع 6 و قاد بنفسه مناورة قاربت الساعةو النصف انتهت باستشهادة عام 1969 ؟؟ و من ثم تم حذف اليوم أوتامتيكا لإقترانه بعناصر من الأمن ؟؟ ذلك بالرغم من أننا نعلم جميعا أن الجيش و الشعب ايد واحدة .و لأن ما فقدناه فى الخامس و العشرين من يناير أكبر بكثير من أن يُقدر أو يختزل فى ذكرى فكان من العدل أن نحتفى بزهرة شبابنا و فلذات أكباد الوطن فى يوم الشهيد بعد أن ضحوا بأرواحهم و سالت دمائهم من أجل أوطانهم و حرية بلادهم و فقدوا أرواحهم الطاهرة من أجل كلمة حق ..طالبوا بحياة جديدة حرة أبية مليئة بالكرامة لأوطانهم ...و لكن لم يُمهلوا ذهبت أرواحهم البرئية إلى بارئها تعطشت الأرض للحرية فشربت و شربت حتى ارتوت فليس هناك حرية و لا دفاع عن فكرة نبيلة بغير دماء طاهرة و عشان الأرض تتطهر لازم تتطهر بالدماء هكذا علمنا التاريخ عبر العصور . قُتلوا لأجل ذنب لم يقترفوه ...قُتلوا لأنهم شجعان ..شرفاء..أبرياء ..أطهار...نعم إنهم الأطهر كان قدرهم أن يكونوا فى مكان أجمل .... ألا يكونوا معنا اليوم.. يوم تنفسنا الحرية و لمس هوائها وجنتنا و تحسسناها بأيدينا .. لم يروا ذلك العرس الديمقراطى لأن من يزرع النخله لا يراها حينما تطرح و لأنها ثورة حقيقة من رحم الشعب الذى اتضح- بعد ثبات عميق استمر سنون - أنه مازال ينبض بالحياه ..زُهقت من أجلها هذه الحياة فلم يروا مقولة غاندى تتحقق بكل عزة و إباء " في البداية سيتجاهلونك ثم يحاربونك ثم يحاولون قتلك ثم يفاوضونك ثم يتراجعون و في النهاية ستنتصر" ... فكان بعضهم قد قتل بالفعل . و لأن الثورة تأكل أبنائها و لأن من قاموا بالثورة لا يحصدون ثرواتها فالثورات يقوم بها الشرفاء و يجنى ثمارها غيرهم و لأن شجرة الحرية ترويها الدماء كان الإستشهاد خطوة فى طريق الهدف النبيل فسالت دمائهم الطاهرة من أجل هذا . لا أستطيع أن أصف لكم أى رعشة سرت فى أوصالى و أى قشعريرة سرت فى بدنى حينما شاهدت تلك التحية العسكرية النبيلة من ذاك الجسد الممشوق و الرأس المرفوع و الوقوف الشامخ الأبى تحية لأرواح من أهدونا العزة و الكبرياء...الحرية و الإباء ...مزيح من التى لا تُوصف .. بكاء و دموع.. فرحة و شموخ .. نشوةونصر.. حرية و فخر..ارتعدت جوارحى جميعهاو كأنما ردت الروح إلىّ فلتنم أيها الشهيد قرير العين فى جنة الخلد بإذن الله زهور و " ورود بلدى " أينعت من بلدى ..أنتم بذور حقٍ غُرست فى أرض الحرية فطرحت إصلاحا و أينعت طهرا فنمت و ترعرعت شجرة الأصالة ..مصر أبناء مصر الأطهار ..أنتم الأنبل ..أنتم الأشرف.. أنتم الأطهر.. أنتم فى القلوب وسام على الصدور و حلم فى النفوس كنتم قلباً و روحاً مرت بسلام على الدنيا . . حتى أتى يوم رحيلكم فوجدتوا من يبكيكم من الأعماق ذهبت إلى ميدان التحرير فى لهفة و شوق لإستعادة نسائم الذكريات و روح الثورة .. اتلمس ذلك الهواء الحر الأبى فهزنى ذلك النصب تذكارى للشهداء المصنوع من أبسط الخامات ورود صناعة، صور، أوراق جرائد و لكنه و ربى أروع ما يكون رمز نضال و ثورة ..ثمن الحرية ..قرأت الفاتحة على أرواح الشهداء – و لتقرأوها معى الآن - انتهيت .. إمتلأ قلبى بالكراهية و الغضب من هذا الفساد المستشرى ...إلا أن دم الشهداء أطهر و أنبل من أن نلوثه بأى مشاعر سلبية ..دم الشهداء الذى روى أرض الكفاح و النضال فطرحت شجرة الحرية و أثمرت طعم الحياة . و الأحرى بنا أن نستثمر ذلك الغضب .. فلنوجهه نحو من باعونا .. من خانونا و يكفينا فخرا أن صرح رئيس أقوى دولة فى العالم : أننا يجب أن نربى أبنائنا ليصبحوا كشباب مصر ... و أضع هتاف الثوار نصب عينى : ..احضن وطنك ..احضن أخوك..وجه غضبك للى خانوك فلنطالب بالتطهير الذى ابتغوه ..فلنسعى للحريةو الديمقراطية التى راحت أرواحهم من أجلها و من أجلنا ..فهلا كنا أهلا لنستحقها!؟ فلنحاكم الجناة و لنحاسب الفاسدين و لنعاقب المهملين و المتسيبين حتى تنم أيها الشهيد قرير العين ..هنيئ الفؤاد . يطل علينا أغبياء العالم لم يستعبوا الدرس بعد يواجهون البراءة بالنيران و يقابلون السلم بالرصاص قتلى بالمئات فى معظم الدول العربية- أين الحريات يا دعاة الحريات - لم يتعلموا بعد و لن يتعلموا و ما عساى أن أقول إلا أن من لم يتعلم الدرس لا يستحقه . فقيام الثورات ليس دليلا على أن شعبا قد أخطأ و إنما على أن حكومات قد أخطأت. تحية إعزاز و إجلال و تقدير لدم الشهداء الأطهار و لكل نقطة دم سالت من مصاب أو جريح فلولا دمائهم ما عشنا تلك اللحظات الرائعة من عمر الوطن و ما وقفنا اليوم نتنسم الحرية .. نستظل بشجرتها الوارفة و نضع أول بطاقة فى صندوق الديمقراطية . فوردة منا لكل شهيد.و جريح و مصاب ....ألمح أمامى "قصوصة" قديمة لخاطرة جالت بخاطرى إبان حصار غزة: راح شهيد اليوم ده عيد.. يالا جرى نحتفل دمه اللى سال على أرضنا طهرنفوسنا و قلبنا طهر حياتنا كلنا و قالنا إن الحياة ممكن تهون... ايوة تهون فدا الوطن و فدا الحمى روحه اللى طالعه للسما مستقبه كل المنى بتقولنا إن الشهيد جاى غيره فى يوم اكيد بتقولنا كلنا مش كتير على أرضنا نضحى ليها بنفسنا مش كتير على أمنا ناخد الشهادة كلنا .. تبقى أرض الشهادة ارضنا . فاطمة عبد الله 22\3\2011

ليست هناك تعليقات: