الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

بيع قلبك..بيع كبدك..شوف الشارى مين؟؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جمعيا
فى رحلة " الدعبسة " عن الذات وكشيخ مسن يعبث بأوراقة القديمة يقلبها فى يده و يقلب معها الذكريات و الحنين يبتسم تارة و يعبس تارة يفتح صناديقه و يواصل البحث عن نفسه فيها ..بحثت فى دفاترى و وجدت للكم هذه المقالة
و تماشيا مع موجة التغيير الحالية و نظرا لِمَ وجدت من إجماع بأن المقالة السابقة كلها كلام كبير و فلسفى .
قولنا إذن نغير شوية و ننزل إلى أرض الواقع و هذه مقالة خفيفة ساخرة قلت أرفه عنكم شوية بقى :) أخترت لكم تلك المقالة التى كتبت بتاريخ 26 نوفمبر 2008 و نشرت فى جريدة اليوم السابع بتاريخ 20 أكتوبر 2010
بيع قلبك..بيع كبدك..شوف الشارى مين؟؟
مزنوق فى قرشين؟؟أحوالك مش ولا بد؟؟ تعبان فى عيشتك ؟طيب ما تبيعلك كلية ولا كيسين دم؟؟
سمعت الكلام ده قبل كده؟؟ أكيد لو عايش معانا فى زماننا ده ..يبقى أكيد سمعته كتير ..لأن هو ده كلام اليومين دول؟
زمان كان الجسد له حرمته وله قدسيته و قبل كل ده كان الإيمان بالله أعمق و أقوى يعنى جسدك ده ليس ملكك و إنما أمانة عندك يستردها الخالق عز و جل و لكن مع اختلاف العصور و الأزمان أصبح الأن الجسد وسيلة من وسائل "فك الزنقة" أو مودرا جديدا للأموال.. فعلى مختلف استخدماته -الجسد- فتجد البعض يتاجر فى أعضائة و يحسبها حسابات غريبة إنه لو باع كذا وكذا بكذا هيقدر يجب شقة أو يشترى اللى نفسه فيه؟ولا يشترى شقة فى مارينا و لا يأجر شالية فى السخنة ؟
مش بذمتكم بجد هم يبكى و هم يبكى برضة؟يا ترى إية اللى وصل حال المجتمع و الناس للدرجة دى؟
هنقول الأوضاع مهى الأوضاع من زمان ّّ هنقول الفقر مهو برضة من زمان؟ طيب أية هوالسبب؟؟ كل اللى فات زائد نظام المنفعة و المصلحة اللى انتشر فى كل مكان نفع واستنفع أو باللغة الأحدث منها كمان" أبجنى تجدنى مفيش متلاقنيش"!!
لقد وصل بالناس الفقر و قلة الحيلة و الحاجة إلى المتاجرة فى أعضائهم و بيعها لأعلى سعر فى الزاد العلنى .. فهذا يبيع كيس دم و الأخر كلية و أخر مش عارف اية ؟و يذكرنى ال " مش عار ف "إية ده؟ بالإنتر لوب الشهير فى فيلم جرى الوحوش حينما باع محمود عبد العزيز الانتر لوب بتاعه لنور الشريف ليجرى له عملية و فى النهاية و صل بنا الفيلم - كما بدا من عنوانه - إن اجرى يا ابن آدم جرى الوحوش حيث لا تم شفاء نور الشريف و لا عاد محمود عبد العزيز كما كان ولا " إتهنى بالفلوس" لأنهم كانوا ضد مشيئة الله سبحانه و تعالى ..
أما الأن فتجد نقل الأعضاء أصبح تجارةو تجارة رابحة بل وصارت من كثرة مكاسبهاعرضة لعمليات النصب و الإجرام فتجد سرقة كلية أو سرقة كبد و تسمع كل يوم عن سرقة أى عضو من الأعضاء من خلال أى عملية يجريها المريض أو من خلال عملية نصب يتم فيها " الضحك على" المريض وسرقتها منه؟؟
و تجده يهرع بعد العملية لأقرب قسم مستغيثا صارخا : الحقونى اتسرقت ؟؟ كليتى اتسرقت؟؟
و لا يقتصر الهم فقط على ذلك بل تمتد تجارة الأعضاء لقتل الاطفال و المتاجرة بهم و بيعهم أعضاءا صغيرة للراغبين من طلبة الطب فتجدهم يبعيون العيون و الكلى و الكبد و كل شئ؟
بل و ما يزيد" الطينة بلة " أن غير البائع رأيه فى البيع ذبحا فأمامة خيار اخر بل خيارات متعددة فهناك البيع بالحياة نعم و هذا يتضمن بندين :
البند الأول : البيع بالنخاسة أى بيعهم لأى أسرة عقيمة تتمنى تبنى طفل يملأ حياتها و يؤنس وحدتها
و ثانى بنودها : البيع بالحياة نعم بيعهم لراغبى المتعة يا آلهى حتى الأطفال لم تتركهم يد الإثم أيضا فتجدعهم يتنقلون من هذا لهذا و من هذى لتلك فى صورة ما أبشعها و ما أنزل الله بها من سلطان
و لا تقتصر المتاجرة بهم على البيع فقط بل تمتد لمافيا التسول و أعمال النصب و البدائل و الأختيارات كبيرة أمام النخاسين و البلطجية و معتدى الإجرام و من أكثر من سمعت إيلاما أننا فى هذه الأيام لا يباع الأطفال فقط ممن قاموا بخطفهم أو سرقتهم بل و ما أبشع ذلك من آبائهم يا الله؟؟!؟؟؟ نعم يبيع الآن الآباء الفقراء المعدمين أولادهم لأعلى سعر إما لأسر عقيمة و أما فى سوق النخاسة لهذا تارة و لهذه تارة أو ببيع فتاة صغيرة لم تكمل حتى ستة عشر عاما لرجل فى الثمانين أو التسعين من عمره مقابل باكوين تلاته ؟؟ ألهذا الحد وصل الفقر ووصل الإضمحلال الأخلاقى و إنعدم القيم و المعايير و وأدت الضمائر ؟؟؟
بل و لا أكذبكم القول لقد باع أحد الآباء طفتله لأحد الأثرياء العرب لبضعة أيام ؟؟ أتعرفن ما المقابل ؟؟ أظنكم لن تتوقعوا و لأن السؤال لا يحتمل فلن أطيل عليكم كثيرا لقد باعها مقابل " كرتونة " لبن لأطفاله الآخرين؟؟
ربى رحماك يا الله أهذه الدنيا أهذه الحياة ؟؟؟
آه من هذه الايام التى نعيشها...المتاجرة بالجسد أصبحت غير محصورة فى نطاق بيع المتعة قديما للزبائن بل و إمتدت أيضا للبيع المادى و ليس المعنوى لمن يدفع أكثر!!أى زمان هذا الذى نحيا فيه الذى يجبر الإنسان بسبب ضيق ذات اليد والحاجة على بيع أعضاءة بكامل أراداته الحرة و إن كنت أشك أنها حرة حينها ؟فمن لا يملك غذائة لا يملك حريتة؟؟و لسة ياما هنشوف!!!!?؟؟
اللهم الطف بنا جمعيا يا الله
حبة حروف : الفكر لا يجتمع مع معدة خاوية - كلماتى

كتبت فى 26 نوفمبر 2008 و عدلت و أضيف لها فى 28 سبتمبر 2010
فاطمة عبد الله

ليست هناك تعليقات: