الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

جنود الجوع


لم يخطأ أبدا القائل : من لا يملك قوته لا يملك حريته فكيف تقرأ المعدة الخاوية و كيف يدرك العقل الجائع و كيف يقرر مصيره ليس فقط من لا يملك حقه فى الحياة و لكن من لا يملك " لقمة " فى فاه .....
أحيى حقا ذلك الذكاء النابغ المفعم بالحس فى الإحتفاظ بهذه المقولة راية عالية خفاقة بل ولا يسمح فقط بإمتلاك القوت و لكن يمنعه و يمنحه .. يسحبه و يطرحه يعطية فتاتا " فتفوته فتفوته " و يسحبه وقتما يريد عملاً بمبدأ العصا و الجزرة حتى تفكر المعدة فى " اللقمة " و يتمحور العقل فى الغذاء فينسحب العقل هناك حيث مناطق الخواء " اللاشئ " و" اللاهوية " و " اللابناء " .....
و الويل كل الويل لمن يخالف ذلك و يفكر؟؟!!؟؟ إنت بتفكر يا ياض؟؟؟
يتركهم متعمدا يقتاتون على الفتات – مع سبق الإصرار و التبجح - فيلتفوا حوله و يؤيده فيكتسب تلك الشعبية الواهية و ينجح بالفعل فى حشد كل تلك الجموع الغفيرةو الجماهير العريضة المساندة تحت شعار "إحنا وراك " و " بنستناك " و قد يظن السامع أن الشعار انتهى عند هذا الحد و للشعار بقية لا تخفى على أى عقل سامع ولا تغفلة أى أذن واعية هو " إحنا وراك عايزين اللحمة ..إحنا وراك عايزين الممم " و لسان الحال يقول ننتظر ما ترميه لنا من فتات و ما تعطيه لنا من ملاليم زهيدة نسد بها الرمق و الجوع و " نبل" بها الريق فى مقابل أى شئ ..كل ما تريد .......
إنها المتاجرة بالحاجة و الفاقة و الفقر إنهم أغنياء الحرب يتاجرون بالأطلال و الأشلاء يسحقونها بأقدامهم و يرتفعون فوقها عاليا أكثر و أكثر
ترمى " اللقمة " تحصد أصواتا ...تأييدا مغلف بذل خفى و غضب كامن
ترمى مليما أو" غدوة " " حتة لحمة فى رغيف " فتحصل على ما تريد يا خفيف
صفقة رابحة جدا أليس كذلك؟؟ بصراحة صفقة تُدرس فى الجامعات و بيوت الخبرة العالمية
لا بجد صاحبها أستاذ و رئيس قسم فهى مربحة و موفرة " سندويتش لحمة فى رغيف و هأديك صوتى من غير تزييف " ما أقواها من صفقة ....
و لا عجب إذن ولا عُجاب أن تخلف تلك الموجة شعارات من قبيل " أبجنى تجدنى مفيش ماتلاقينش" و " ذّر تستمر " و توتو على كبوته " الترجمة فلوس كاش يعنى ههههه
و لا يوجد ما يدعو للدهشة حين ينجح صاحب الصفقة فى حشد الجموع و إستقطاب الجماهيرو لمّ شمل الجائع و العاصى و القاصى و الحرامى ليلتف حوله المؤيدون و المبايعون و المساندون يتحرك هنا و هناك يحشد الجموع ورائه كقائد هُمَامْ يشحذ الهمم و يوحد الصف و يغفل – متناسيا – أنهم مرتزقة
يُتركهم يعانون ..يجوعون...يقتاتون ذلك الفتات الذى يرميه لهم حتى يعتادوه بل و يمنعه عنهم أحيانا حتى يشتاقوه و يتكالبون و يتحاربون من أجله و يتناحرون فيما بينهم للحصول عليه .
و لابد من توافر الشروط فى سعيد الحظ رابح الصفقة من الجموع فلابد أن تتوافر فى المتقدم لوظيفة " مِهَياصْ هُمَامْ" أن يكون جعان – حران – جربان –بردان – مش لاقى مرتبة و منام – جاهل أى نعم يفضل عدم الإلمام بالقراءة و الكتابة و عدم " فكّ الخط " حتى .
هــ . ط. .ث. و هو المطلوب إثباته بالإستعانة بلغة الرياضيات
يصدق كذبته التى غرستها يداه و يعتبرهم جنوده المُخلصين يعد جيشا كاملا للدفاع عنه و رد كيد الكائدين و مُحكيى المؤامرات و الطامعين حتى إذا ما جاء وقت المعركة يُأمر فيُطاع.. يَفرض فيُجاب .. ينطق فيُهاب .. يصبح ذا الكلمة العليا المسموعة و ذا الصيت و الصوت . يتقمص دورة بكفاءة حد الإندماج و المعايشة فينسى أنهم مرتزقة يعيشون على اللقمة و يقتاتون الفتات يظنهم – واهيا َ– جنوده المخلصين و التابعين الوفيين و المُبايعين الصادقين .
هم من صَنعتهم يداه - يأكلون الجبن بالعيش- و يشربون المُر بذل الحياة .. بطونهم جوعىّ و عقولهم خاوية " معذورون " لم يفهموا أو يدركوا يوما " قوت النفوس " كل ما تعلموه أو ما عَلمتوه لهم..... " قوت الفلوس " .
هم بالفعل جنودك الأوفياء و لكن للبطون ..بحق جنودك المخلصين و لكن للنقود إنهم جنودك ......جنود الجوع।
4/12/2010
فاطمة عبد الله

ليست هناك تعليقات: