الجمعة، 11 أبريل 2008

ثقافة الشهادة ام شهادة الثقافة؟؟؟؟

ألم تشترك يوما فى حديث علمى ثم يتوقف فجاة شريكك فى الحديث متسائلا السؤال اياه( انت علمى والا ادبى ؟)و بالطبع اذا اجاب المذكور(انت) "علمى" فانه يكمل الحديث بغير اكتراث و اذا اجاب "ادبى" فانه يلتزم الصمت دقائق بينما تدل ملامح وجهه على الدهشة قائلا "غريبة؟؟!!!!
أليس هذا ما يحدث لكثير منا؟؟؟
ألم نمر جمعيا بمواقف مشابهة؟؟
و السؤال الذى يفرض نفسه هنا و يلّح علينا بشدة؟؟أنسينا أنه من المفروض فيمن وصل لمرحلة الثانوية العامة ليختار القسم الادبى او العلمى أنه قد مر بعشر سنوات كاملة من التعليم درس خلالها المواد الادبية و العلمية على حد سواء؟؟ اى إنه من الطبيعى و المنطقى او على الاقل من المعقول أن نفترض فى هذا الشخص قدرته المعرفية الكافية فى المجالات العلمية و الادبية و أنه من المنطقى أن يلم دارس الاداب بالفيزياء و الكيمياء و الاحياء و الرياضيات و أن يلم دارس العلوم بالفلسفة و علم النفس و الاجتماع و التاريخ و الجغرافيا؟؟

فإذا كنا نحن و بأنفسنا نعترف ضمنيا و بشكل غير رسمى أن من يصل لهذه المرحلة ليس على الدرجة الكافية من العلم و المعرفة لذاتها؟فإننا بالتبعية نعترف و بأنفسنا أيضا أننا بلد شهادات و بأن هناك خلل فى المنظومة المعرفية و الا اقول التعليم لان المعرفة سابقة على التعليم؟؟

لأننا ننفى عمن درس عشر سنوات كاملة العلوم جهله بأبسط النظريات و القواعد العليمة لمجرد إنه " ادبى"؟؟ و تجد دائما السؤال الساخر إياه(اه .. انت ادبى؟؟)؟؟

فإننا مجتمع استهلاكى يقوم على الأخذ لا العطاء فأننا لا نربى اولادنا على ما يجب ان يكون ،، لا على المعرفة و التأمل و التدّبر و التفكير بل نربيهم على ثقافة الشهادة و المجموع التى يهون فى سبيلها و من اجلها اى شئ فتجد الغاية الامتحان لا المعرفة؟؟؟

و فى هذه الحرب الشعواء و الصراع الابدى بين الشهادة و الثقافة و على غرار كل شئ مباح فى الحرب فتجد المرء يستخدم كل الطرق المشروعة و غير المشروع فتجد الام تقول لابنها صباح الامتحان ( يا واد غش السؤال الى متعرفوش؟؟) فى نفس الوقت الذى تخبره فيه( خليك فى ورقتك ما تغشش حد، آه خلى مجهودك لروحك آه خليك ناصح؟؟) أى أنها تطلب منه مجهود الأخرين بينما تنكر ذلك عليه ، اومال مش ابنها؟)..؟؟
و تجدها ليلة الامتحان تشجعة و هو منهمك " يا حبة عينى" و ممق عينيه و يصنع اوراق البرشام و تقول له" ربنا معاك يا حبيبى؟؟"
أى أن الاسرة لا تطلب من ابنها العلم و المعرفة و الثقافة بقدر ما يهمها المجموع والنتيجة و الشهادة و مش مهم أى حاجة بعد كده و ليكن ما يكون....
و المضحك و هذه حادثة حقيقة أن بعض أولياء الامور يقفون أسفل شبابيك ( نوافذ يعنى)بعض لجان الامتحان و يملون ابنائهم الاجابات عبر مكبرالصوت؟؟ شفتم خيبة اكثر من كده!!!!!؟؟؟؟؟
و الفكر المجتمعى السائد و الجو العام يشجع بل يدفع الجميع للنظرإلى الامور بهذه الطريقة فتجد المهمة الرئيسة لأوراق المذاكرة و الامتحانات و الملازم بعد أن يحفظها الطالب عن ظهر قلب ثم " يدلقها دلق" فى ورقة الاجابة تأخدها أمه ربنا يخليها ربة المنزل و تستخدمها فى تلك المهمة الجليلة الرائعة و هى الاهتمام بصحة أفراد الاسرة و تستخدمها الاستخدام الشهيرالذى تعرفة كل ربات البيوت المصريات ألا و هو ... ورق تحميرالبطاطس؟؟
و أول ما تطلبة الام بعد إنتهاء الامتحانات و طبعا بعد ظهورالنتيجة و تقول لابنها" يالا بقى نظفلى الدنيا و ارمى الورق و الكتب دى كلها هنعمل بيها اية؟ مش نجحت خلاص و الحمد لله بلا كركبة بلا وجع قلب"
و طبعا برضة كل الامهات المصريات بيشبهوا دلوقتى على الجملة دى؟؟؟؟
و تلك الثقافة و الفكرة السائدة التى تسرسبت الى مجتمعنا هى عكس المفروض و الصحيح من تقديس للعلم و المعرفة و عكس ما أمرنا به ديننا الحنيف فنحن امة اقرأ
و لقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم"من سلك طريقاً يطلب به علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة. و إنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى به. و إنّه يستغفر لطالب العلم من في السماوات و من في الارض حتى الحوت في البحر. و فضل العلم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر. و إن العلماء ورثة الانبياء و أنّ الانبياء لم يورثوا درهماً و لا ديناراً و لكن ورثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظّ وافر"
صدق رسول الله علية الصلاة و افضل السلام
و اذا اتبعنا هذا المنهج سنصل الى منتهى الآمال حيث أن العلم و المعرفة هى طريق الانسان للرقى و الحق و العدل....
و الأصل فى الموضوع إن التعليم وسيلة و ليس غاية التعليم وسيلة للعلم و للمعرفة!!!
( المفروض يعنى؟؟)
و إن المثل الصينى كان فى قمة الحكمة حين قال :
اعرف شئ عن كل شئ و اعرف كل شئ عن شئ
و يظل الصراع الابدى
ثقافة الشهادة .....أم شهادة الثقافة؟؟؟؟؟؟
حبة حروف: المعرفة هي الحب والنور والرؤية.........
(هيلين كيلر)....

هناك تعليق واحد:

emad يقول...

عنوان يحمل بين كلماته القليلة معانى كثيرة - أحستتى و الله